الثلاثاء، حزيران/يونيو 10، 2025

معاناة متجددة واستغلال متجذر للمسافرين والعائدين الفلسطينيين عبر معبر رفح

  بوابة الهدف
فلسطين

يقول المثل الانجليزي "لا تشتم التمساح حتى تقطع النهر"، بهذه الكلمات يعبر أحد المواطنين من قطاع غزة، عن المعاناة التي أضرت به خلال رحلة سفره لتجاوز طريق الخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح والوصول إلى مطار القاهرة وإكمال وجهته مسافراً إلى الأراضي التركية.

ويتابع المواطن: خرجت من غزة برحلة عذاب طويلة بوجود أطفال ومرضى، وما زال خلفي عالقون على أحد الحواجز، يتعرض أهالي غزة لظلمٍ ممنهج وإذلال لم يره أحد من قبل، هم معنيون بذلنا وقهرنا واستفزازنا واستنفاذ طاقتنا، كما جاء في منشور عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك".

وبعد نحو عامٍ وأكثر من إغلاق معبر رفح وفتحه بشكل متقطع، يطفو على السطح مرة أخرى ملف معاناة المسافرين والعائدين من وعبر معبر رفح، فيما يأتي ذلك بالتزامن مع اليوم الثاني لجلسات الحوار الفلسطينية - الفلسطينية برعاية مصرية.

يشار إلى أن السلطات المصرية أعلنت إعادة فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة دون تحديد موعد لإغلاقه، منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، فيما تشير هذه الخطوة على بادرة حسن نيةٍ لتشجيع الحوار الوطني الفلسطيني لإنجاح خطوة الانتخابات الفلسطينية العامة وإنهاء حقبة الانقسام الأسود الذي كان أحد أسباب هذه المعاناة وغيرها.

ورحبت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، بهذه الخطوة، فيما قالت السفارة الفلسطينية في القاهرة إن إجراءات فتح المعبر تأتي نتاجًا لمباحثاتٍ واتصالاتٍ ثنائية حثيثة بين القيادتين المصرية والفلسطينية لتسهيل سفر وعودة المواطنين الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة.

ويتابع المواطن "كنا نحمل على ظهرنا مستلزمات الطريق الطويلة، وساعات أحمل طفلي وهناك من معه أطفال بكائهم لم ينقطع أبدا، نجلس في كراسي السيارة لا يوجد مساحة لتحريك نفسك تشعر بتيبس وآلام في كل الأطراف، وبقيت أنا وغيري الكثيرون بلا نوم لـ3 أيام".

ويضيف: لذلك من باب الأمانة والمسؤولية من لم يكن مضطراً فلا يعبر هذا الطريق "المعدية" أبداً مهما كان السبب، هذا الطريق بالذهاب والإياب سيدمرك نفسياً وجسدياً وروحياً، عجزت أوصف الوضع، وبعض الناس الذين كانوا موجودين معنا تم إرجاعهم ولم يسمح لهم بالعبور.

ويشير إلى أنه وفي مطار القاهرة وصل عدد من الطلاب من غزة بفحص "كورونا" مضى عليه ٣ أيام بسبب حجزهم على الحواجز، وهناك فوجئوا برفض سفرهم وقاموا بإجراءات إرجاعهم لغزة، قائلاً "ظروف ما بستوعبها عقل لازم حد يتحرك، حسبي الله في كل المسؤولين اللي قادرين يحلوها وساكتين".

وكانت منظمات ومؤسسات حقوقية محلية ودولية، أكدت أن العالقين عند معبر رفح يعيشون واقعاً مؤسفاً تفرضه السلطات المصرية وتحكمها في عملية فتح وإغلاق المعبر.

وأشارت في بيانات صحفية اطلعت عليها بوابة الهدف الاخبارية، إلى أن السلطات تسمح لعدد محدود من الأسماء بالعبور، مع التضييق على العائدين إلى غزة، بعدم توفير أماكن لائقة مخصصة للانتظار لحين السماح لهم بالعودة إلى ديارهم.

وطالبت الجهات الأممية ذات الصلة بالتدخل العاجل لإلزام السلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكلٍ دائم، لتخفيف المعاناة عن المسافرين.

ومن جهتها، كانت فصائل المقاومة فلسطينية بغزة، قد طالبت السلطات المصرية بالعمل على التخفيف عن سكان القطاع وإعادة فتح معبر رفح كما كان سابقاً وتقصد إعادة العمل به كما كان الوضع قبل شهر مارس من العام الماضي.

وأبدت الفصائل في بيان لها مطلع الأسبوع الماضي استغرابها من معاناة الفلسطينيين المسافرين عبر معبر رفح، قائلةً: نستغرب مما يتعرض له أبناء شعبنا الفلسطيني المسافرون والعائدون إلى قطاع غزة والذين أغلبهم من كبار السن والنساء والمرضى والطلاب، ومكوثهم في البرد القارص لعدة أيام.

وأكدت أن هذه المعاناة التي يعانيها أبناء شعبنا تزيد من وطأة عذاب السفر والتعب عليهم، خصوصاً في ظل إغلاق معبر رفح لفترات متباعدة، رغم تقديرنا للظروف الأمنية التي تعيشها جمهورية مصر الشقيقة.

بدوره، قال الكاتب الصحفي هشام ساق الله، إن معبر رفح حين يفتح يعتبر فرصة للفاسدين من الضباط المصريين لاستغلال المواطن الفلسطيني الذي يخرج من قطاع غزه أو الذي يعود.

وتابع في مقال له اطلعت عليه بوابة الهدف الإخبارية "الاستغلال البشع يأتي بالتنسيق لدخول جمهورية مصر أصبح هناك شركات تقوم باستغلال المواطن الفلسطيني الذي يريد السفر ومغادرة القطاع للعلاج أو للتجارة او لقضاء أي حاجةٍ يريدها ويدفع المواطن ويتم تقاسم هذا المبلغ والذي يتجاوز الـ 1000 دولار بين أناس في غزه وضباط متنفذين بمصر وهناك تنسيق بين الفسدة والمرتشين لتسهيل هذا الأمر في غزه والقاهرة".

وتستمر الدعوات الشعبية في القطاع بإظهار الأصوات التي تطالب السلطات المصرية بإعادة النظر في سياساتها عبر معبر رفح، وكذلك دعوة الفصائل المتحاورة في القاهرة للوقوف على تطورات ملف معاناة المسافرين مع جهاز المخابرات المصرية العامة والجهات المختصة.

يشار إلى أنه يوجد الآن نحو 20 ألفاً من الراغبين في السفر والمسجلة أسماؤهم في كشوفات هيئة المعابر، ومعظمهم بحاجة ماسة للسفر، وأبرزهم المرضى المحوّلون للعلاج في المستشفيات المصرية أو غيرها، وكذلك الطلاب، والمقيمون في الخارج.