احتفالات "يوم الشهيد الشيوعي" وتحيّات باستشهاد حاوي تؤكّد على مشروع المقاومة...
بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي وذكرى استشهاد الرفيق القائد جورج حاوي، أقام الحزب الشيوعي اللبناني مهرجاناً سياسياً الجمعة في الواحد والعشرين من الشهر الجاري في بيروت، وذلك بحضور ممثل عن رئيس الجمهورية والنائب د. أسامة سعد وممثلين عن القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والفلسطينية وهيئات نقابية ونسائية والمشاركين في لقاء الأحزاب الشيوعية العربية.
وافتتح المهرجان بالنشيدين الوطني والحزب الشيوعي اللبناني، ودقيقة تصفيق تحية للشهداء، كما قدّمت الحفل الإعلامية ألين حلّاق، تلاها تقديم تحية فنية من بترا حاوي وعلي الصباح.
الفضل
بداية كانت كلمة باسم الأحزاب الشيوعية العربية ألقاها عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي في الحزب الشيوعي السوداني فتحي الفضل، وجّه خلالها التحية للشيوعيين باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وقال "في مثل هذا اليوم يهمّنا كشيوعيين أن نلتفت إلى الذخيرة الثورية التي تركها شهداء الحركة الشيوعية العربية، وقادة حركة التحرر الوطني العربية..
هي ذكرى نضالات شعوبنا ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية ومن أجل التحرر الوطني والاجتماعي.. وذكرى نجاحات وانكسارات حركة شعوبنا المناضلة لانتزاع كافة حقوقها من أجل كرامة الوطن والمواطن".
كما وجّه التحية إلى "نضالات شعبنا الفلسطيني من أجل حقوقه العادلة في تحرير أرضه وإقامة دولته الديمقراطية وعاصمتها القدس.. وأيضاً نضالات شعوبنا في اليمن وسوريا من أجل دحر العدوان الآثم وتحرير أرضهم وهزيمة مخططات الإمبريالية والرجعية".
ووجّه الفضل تحيّة إلى "نضالات الجماهير في لبنان والعراق والأردن وتونس والجزائر من أجل الديمقراطية الحقيقية وضد الأنظمة والقوى التي تحاول إيقاف وتجميد حركة الجماهير المستغلة".
وتابع "من أرض شهداء الثورة السودانية.. أرض عبد الخالق محجوب وجوزيف قرنق وهاشم العطاء وبابكر النور.. نحييكم جميعاً ونؤكد لكم أن حزبنا وجماهيرنا الوطنية والديمقراطية والتي قدّمت الشهيد تلو الآخر ستسير في طريق قادتها الأبرار.. وعلى دربهم تهتف جماهيرنا.. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب. المجد والخلود لشهداء الحركة الشيوعية العربية والقوى التقدمية، جورج حاوي وفرج الله الحلو، وسلام عادل وحسين مروة ومهدي عامل.. وذكرى مراد وغسان كنفاني... والنصر لشعوبنا في معركتها ضد قوى الإمبريالية والصهيونية والأنظمة العربية".
وختاماً، أكّد على استمرار الثورة والكفاح وقال "شعبنا صامد وثابت على مواقفه في مواجهة المجلس العسكري يطالب بتسليم السلطة لقوى الحرية والتغيير.. أن انتفاضتنا محصّنة بالوعي والخبرة التاريخية النضالية لحزبنا. وهي قادرة على مواصلة نضالها السلمي بفضل إصرارها على هذا النهج دفاعاً عن الوطن وحرصاً على عدم تكرار التجارب الفاشلة".
حاوي
أمّا كلمة عائلة الشهيد جورج حاوي ألقتها ابنته نارا وقالت "في يوم الشهيد الشيوعي وفي الذكرى الرابعة عشرة على استشهاد القائد المناضل جورج حاوي، تحية إلى شهداء فلسطين، تحية إلى الجزائر المليون شهيد، تحية إلى مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن، تحية إلى سائر شهداء الوطن العربي".
واعتبرت حاوي أنه "لا بدّ لنا أن نقف منحازين لمبادئنا وقضايانا التي من أجلها استُشهِد هؤلاء المناضلين، من أجل حرية أوطانهم والعالم. وأن نتمسّك، نحن الشيوعيون، بتلك الأهداف السامية التي جسّدتها الإشتراكية في أذهان الناس، من حب العدالة والمساواة والحرية والتقدم والسعادة". واعتبرت أيضاً أنّ "الانغماس في ورشة نقاش يسهم بالخروج من المأزق الذي نعيشه منذ أربعة عقود"، طارحةً عدداً من الأسئلة، أبرزها: "هل استطاع ورثة الماركسية العمل بهداها، أم أنها أصبحت ديناً عند البعض؟ هل فتحنا كشيوعيين عرباً ولبنانيين، نقاشاً مع القوى الأخرى الموجودة على الأرض بكل اتجاهاتها، أو المثقفين أو الإعلاميين أو الصناعيين أو صغار المنتجين، لنستكشف القواسم المشتركة بيننا وبينهم للعمل عليها؟ هل فلسطين قضية أمة أم وطن؟".
وأضافت "نعيش اليوم في عالم فُقدت فيه القيم والأخلاق والمبادئ، عالم فقد إنسانيته. وما كان يميّز جورج حاوي، هو، هذه الإنسانية التي لم يفقدها يوماً في تواجده بكل الساحات الوطنية والعربية والعالمية. لقد قاد حزباً في أصعب الظروف وأطلق مقاومة ضد العدو في ظل الخيانة العربية، ولم يفقد يوماً إنسانيته ومبادئه، شيوعياً حتى آخر قطرة دم روت تراب الوطن، شيوعياً ليس فقط سياسياً وحزبياً، بل بحياته اليومية، بتعاطيه مع نفسه وأسرته الصغيرة والحزبية الكبيرة".
وتابعت "اختلفت التسميات لكن المشروع واحد. بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي وفي ظل مشروع الشرق الأوسط الجديد، أراد جورج حاوي أن يساهم بما سمّاها المهمة-الحلم في تأسيس حركة ثورية ديمقراطية عربية جديدة تستطيع تجسيد مصالح وأماني الأمة العربية في التحرير والديمقراطية والتقدم الإجتماعي والوحدة. وها نحن اليوم أمام تفكك البلدان العربية وصفقة القرن".
وتوجهّت حاوي باسم عوائل الشهداء إلى ممثلي الأحزاب الشيوعية العربية في مناسبة لقائهم في بيروت، بالحثّ على "الاستنهاض كي لا تذهب دماء شهدائنا هدراً".
أمّا إلى الشيوعيين فتوجّهت بالقول "نحن على مسافة أشهر من انعقاد المؤتمر الثاني عشر لحزبنا الشيوعي اللبناني، أمامنا تحديات كبيرة، والمناضل الحقيقي يجب أن يُحسن "السمع" وأن يتقن "الإصغاء" وأن يهتم بأدنى انتقاد، لقد خرجنا من التقليد المتمثل بتصور وحدة الحزب عبر أحادية الرأي ومنع الرأي الآخر".
وتابعت كلمتها متحدّثةً عن "البنية التنظيمية المبنية على المركزية الديمقراطية التي قادها جورج حاوي ورفيقه خليل الدبس"، مؤكدةً أن "هذه البنية "استطاعت أن تتحمّل كافة وجهات النظر في ظروف صعبة وقاسية في بداية الحرب اللبنانية حيث كان الكثير من الشيوعيين يفضلون القضية الوطنية على القضية القومية وآخرين بقوا في الحزب تبنوا القضية الأممية على حساب القضيتين".
واعتبرت في هذا الصدد أن "ديناميكية الرفيقين في ظل المركزية الديمقراطية أبقت الجميع في حزبٍ واحد موحّد. بينما الديمقراطية العددية لا تبحث عن القضية بل ينغمس الشيوعيون في لعبة "البوانتاج" ويصبح الهمّ الرئيسي كيف نسقط هذا وننجح ذاك".
وختاماً، شدّدت حاوي على أن "لا تغيير من دون الحزب الشيوعي، وإن على الحزب أن يطور نفسه ويجدّد ذاته ليكون على مستوى المهمة". وعاهدت والدها بالقول "نعاهدك أبا أنيس ورفاقك أن لا مكان للانتهازيين في صفوف حزبنا، وإن تضحياتكم لم تذهب، ولن تذهب هدراً وأننا على العهد باقون".
غريب
واختتم المهرجان بكلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب الذي وجّه التحية إلى الشهداء والأسرى والثوار في الدول العربية، مُطالباً باسترجاع "جثامين شهدائنا المقاومين المحتجزة لدى العدو الصهيوني"، متسائلاً "هل هؤلاء لبنانيون أم لا؟ ماذا فعلت الحكومة اللبنانية تجاه قضيتهم، بعدما رفعناها إلى وزير الخارجية، وتابعناها مراراً وتكراراً منذ زمن بعيد. فلماذا لا تضغطون من أجل حل هذه القضية، في حين يجري الاستقتال لإعادة المتعاونين مع العدو؟". السؤال نفسه، طرحه غريب حول قضية المناضل المعتقل في فرنسا جورج ابراهيم عبد الله، مطالباً أن "تتحمّل الدولة مسؤولية الإفراج عن جورج عبد الله" حيث ناشد رئيس الجمهورية معتبراً أنه "كما طالب بالإفراج عن نزار زكا، كان يجب أن يُطالب بالإفراج عن جورج عبدالله".
كما تطرّق غريب إلى الوضع الإقليمي والتحاف الوثيق بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والرجعية العربية، مشدّداً أنّ "التصعيد من قبل الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، ليس إلا جزءاً من التصعيد الشامل دوليّاً، ويعكس تفاقم أزمات الرأسمالية وعجزها عن تنفيذ مشاريعها، بفعل الضربات التي تتعرض لها، وفشلها في إسقاط الأنظمة حيث أرادت: سوريا، فنزويلا، كوبا، كوريا الشمالية، إيران".
وأكّد غريب أنّه "لا بديل لمواجهة المشروع المتجسّد اليوم بما يُسمّى صفقة القرن، من مشروع المقاومة. مقاومة للتحرير والتغيير في آنٍ معاً. مقاومة عربية شاملة للتحرر الوطني، تمارس كلّ أشكال النضال ضدّ العدو الصهيوني، والنهب الإمبريالي، والاستغلال الطبقي للأنظمة المحلية".
كما أدان الإجراءات الضريبية، مؤكّداً على أن "المدخل إلى الإصلاح يكون عبر السعي إلى "بناء الدولة الديمقراطية... قضيتنا قضية إنقاذ الشعب والوطن، وليست مطلبية تخص هذا القطاع أو ذاك".
تحية لحاوي
وللمناسبة، توجّه وفدٌ قيادي من الحزب الشيوعي اللبناني يترأسّه حنا غريب والوفود المشاركة في لقاء الأحزاب الشيوعية العربية وعائلة الشهيد حاوي إلى النصب التذكاري للشهيد جورج حاوي في منطقة وطى المصيبة حيث وضعوا أكاليل من الورد.
كما قام وفد قيادي من الحزب والعائلة والرفاق بزيارة لضريح حاوي السبت الماضي في بلدته بتغرين ووضعوا أكاليل من الورد.
وفي سياقٍ متصل، أقامت قيادتا الهيئات الوسطى في بنت جبيل ومرجعيون حاصبيا مهرجاناً سياسيّاً فنيّاً في بلدة شقرا الجنوبية، قدّم خلاله دروعاً تكريمية لعائلتي الشهيدة ميرفت عطوي والشهيد عدنان عقيقة. وأيضاً أقامت منظمات الشوف الأعلى مهرجاناً سياسياً في بلدة الخريبة.
وقدّمت قيادة بيروت الكبرى – فرع وسط الساحل وفرع الشياح في روضة الشهيدين تحية رمزية لبطل مواجهة خلدة البطولية الشهيد رضا حدرج ولشهيد الأمن العام البطل عبد الكريم حدرج، وسلمت العائلة درعاً تكريمياً.
وزار وفد من منظمتي الميناء وطرابلس أضرحة الشهداء في الميناء. وتم زيارة أضرحة شهداء الحزب الشيوعي في البقاع الأوسط (رياق - علي النهري - رعيت - دير الغزال).
قام وفد من قيادة منطقة النبطية ومنظمة النبطية وعائلات الشهداء بزيارة أضرحة شهداء الحزب و"جمول" (الشهداء: رضي الرضي، عبد الأمير نحلة، زينب سلوم، سرحان سرحان، سليمان منصور، كامل الصباح، حسن الصباغ، جعفر ياسين، حمزة حمزة، وحسن فقيه) والراحل قاسم الصباغ.