٣٦ عاماً على استشهاد لولا عبود (عروس القرعون)
1- بطاقة تعريفية:
لولا إلياس عبود (1966-1985)
مواليد 15-ايلول-1966م بلدة القرعون البقاع الغربي
والدها المناضل الوطني والكاتب والصحافي المعروف الياس عبود.
والدتها انطوانيت بشارة من بلدة دير ميماس فى الجنوب.
2-نبذة:
انتسبت إلى الحزب الشيوعي اللبنانى عام 1981.
انتسبت صيف عام 1984 الى صفوف جبهة المقاومة الوطنية وقامت بعدة عمليات ضد القوات الاسرائيلية وعملائها .
انضمت إلى قافلة شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بعد مشاركتها بالعديد من العمليات طوال أكثر من عام
3-العملية:
استشهدت خلال اشتراكها في هجوم على دورية للعدو الاسرائيلي المهزوم في مدخل بلدة القرعون الجنوبي تم خلالها تدمير عدة آليات واعترفت اسرائيل بتدمير دبابة "ميركافا" ومقتل واصابة جميع افرادها.
وقد تركت الشهيدة وصية مسجلة على شريط، ورسالة الى والدتها، ووزعت الجبهة طلب انتسابها الى جبهة المقاومة وأشعاراً كتبتها هي ابلغ من أي تقييم لهذه المناضلة التي قررت مع عشرات الرفاق الآخرين اتباع طريق الكفاح الصعب من أجل تحرير قريتها وبلادها، وكان لها أن تستشهد قبل أيام قليلة من تحرير بلدتها القرعون.
* بيان جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية:
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي عاهدت شعبها على متابعة كفاحها حتى تحرير الأرض تحريراً كاملاً دون أي قيد أو شرط، من أي وجود لاسرائيل أو عملائها، تشعر اليوم باعتزاز كبير أمام هذا الانتصار الجديد الذي تحقق بانسحاب القوات الاسرائيلية الغازية من أرض البقاع الغربى وراشيا. وهي تعتبر أن هذا الانجاز من صنع أبطالها ومن صنع صمود شعبنا وتضحياته الجسام .
والجبهة إذ تعلن ابتهاجها بهذا الانتصار الجديد الكبير تنعي الى شعبنا المكافح الصابر الصامد الشهيدة البطلة لولا الياس عبود ابنة بلدة القرعون،التي استشهدت في عملية بطولية قامت بها مجموعة شهداء يحمر يوم الأحد 21 نيسان الجاري الساعة العاشرة والنصف، واستهدفت دورية للعدو مؤلفة من شاحنتين وسيارة جيب على مدخل القرعون الحنوبي. وقد أدت هذه العملية البطولية الى الحاق العديد من الاصابات في صفوف الدورية الاسرائيلية أفراداً وآليات.
وعلى الأثر قامت قوات العدو بتمشيط وحشي للمنطقة حيث اشتبكت لبعض الوقت مع عناصر المجموعة، وأدى هذا الاشتباك الى استشهاد الرفيقة البطلة لولا الياس عبود، في حين تمكن باقى أفراد المجموعة من الخروح من المنطقة رغم اصابة أحدهم بجراح
* رسالة الشهيدة إلى أمها:
إلى أحب الناس إلي
اليك يا قديسة، يا أمي،
أرجو المعذرة، وأن تسامحيني لأنني خرجت من دون أذنك. ولكن هناك طير يغرد سجين بحاجة لمن يطلق سراحه وهناك لنا أرض خضراء وبيت صغير وذكريات ولنا رفاق وأحبة وبحيرة زرقاء اسمها بحيرة القرعون.
فكيف يا عزيزتي، يمكنني الجلوس والضحك والقرعون تتخبط مع القرى المجاورة لها؟
فكيف أتزين والعب ولي أصدقاء يستشهدون وآخرون يأسرهم العدو وهم ما فعلوا سوى واجبهم ليس لأجل أنفسهم فحسب إنما لأجل كل العيون الخائفة والمضطهدة.
أماه يا أماه، سامحيني، لأني أحبك حبآ جماً لا يعرف الخداع. فأنا لأجلك أبي وأخوتي وأصدقائي سلكت طريق من سبقني عليها، طريق مساره صعب قليلاً ولكنه مليء بالحنان لأنه طاهر ودافئ، طريق سيعيدنا الى كل ما نهوي، وما نود.
أسألك، هل تمر الأعياد مرة دون غصة؟ وأسألك هل يمكننا فعل ما نشاء دون قهر؟
وهناك العديد من الأسئلة والجواب واحد: لا فنحن كالبهائم نعيش. لذلك فلنبحث معاً عن ذلك النور لكي نبددالظلام ونرسم وروداً وألحاناً.
فلننخرط جميعاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لأنها الأم فعلاً.
الساعة 1.00 مساء
85/4/19
* وصية الشهيدة:
سجلت الرفيقة الشهيدة البطلة لولا الياس عبود هذه الكلمات البسيطة الصادقة على شريط قبل ايام من استشهادها:
أنا لولا عبود من ضيعة القرعون بالبقاع الغربي، من الحزب الشيوعي اللبناني انتسبت للحزب عام 1981، وعشنا طبعاً فترة الاجتياح الاسرائيلي، ودخل الجيش الاسرائيلي على قرانا وتهجرنا، وكان ما كان من تصرفات الاسرائيليين، التنكيل وقضايا من هذا النوع،(...) وفي هذه الأثناء انطلقت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وكانت شيء فريد من نوعه"(...) رجعت الأمل لكل الناس،صغار وكبار، خلتهم يرجعوا يفكروا أنو ممكن الواحد يرجع يعيش، يعنى منو محدود، خلص جاء الجيش الاسرائيلي وحطم لهم حياتهم، وهيك من بعد ما شفنا أنو رغم آلياتهم، والتكنولوجيا الاسرائيلية وجيش نظامي بيعد نفسه كبير ودولة كبيرة... ما قدر يسيطر على نفسه قدام أعمال جبهة المقاومة، قدام مقاتلي جبهة المقاومة، اللي كانوا بكل وسائلهم المتواضعة جداً، بيدافعوا ويقاتلوا الجيش الاسرائيلي، هيدا الشي بيخلي الواحد يوقف ويفكر مزبوط أنو شو يللي عمبيصير، لذلك أنا من كوني مواطنة متل كل هالناس
أنا عمري 19 سنة، 10 سنين حرب مرقوا، ما شفت شي وبحاجة لأنو يكون عندي حياة حلوة ووطن حلو أحلم فيه ويكون عندي أصدقاء وشيء من هذا النوع، وكان لا بدو انو من خلال جبهة المقاومة انخرطت فيها حتى حقق هالامال اللي عندي، وهذه أمنيتي أن أعيش بحرية مع أخواتي ورفيقاتي وشرف كبير للانسان أن ينخرط في عمل جبهة المقاومة لأنو هيك الطريق بدو، اللي بدو يعيش تحت الظلم والاضطهاد إذا ما اشتغل، لا يحرر أرضه ولا بيرجع لبيتو، وكمان هيدي أرضنا أخيراً، إذا نحنا ما دافعنا عنها مش حنجيب ناس من بره يدافعوا عنها، بالدم والشهداء وقضايا من هالنوع، بيضل رخيص لذلك يعني مش بس أنا، أنا بدعي كل الشباب والشابات أيضاً للانخراط في عمل جبهة المقاومة، لانو هيي الطريق الوحيد لتحرير ولتوحيدنا كلنا سوا،
ومن هون بحب وجه شغلة للأهل، انو أنا ما تعودت أخرج من دون أذنهم، بس معليش هني أكيد هالمرة راح يسامحوني لأني ضهرت من دون اذنهم، يعني صار عدة مرات، بس راح يسامحوني وقت بيعرفوا أنو ضهرت لأجل هالشي، يمكن أنا ما قدرت قللهم أنو ضاهرة اشتغل مع جبهة المقاومة، بدو يصير في رفض قاطع منهم خوفاً عليي، أنو بلكي بتموت وبلكي كذا. بس أنا بقول لأمي ولبيي أنو هني ربونا هيك، ربونا أنو نحنا عنا أرض وهذه الأرض النا، وعنا شجر نحنا زرعناه وعنا بيوت نحنا عمرناها، ونحنا خلقنا هونيك وعنا أجداد، وعلموني شغلي أهلي أنو علموني طريق التحرير كيف بيكون من البداية، وهني كانوا أول المناضلين ضمن الحزب، كل واحد عذره معه، متل ما هني اختاروا طريقهم بالأول، كمان أنا اخترت طريقي، أنا اخترت الطريق النضالي طبعاً،
هيدا الطريق مرسوم بالدم متل ما دفعوا ثمنه رفاقنا وكبير شهدائنا بالحزب الشيوعي، الرفيق فرج الله الحلو، كمان شهداءنا بجبهة المقاومة، أمثال يسار مروة ومحمد يونس ومحمد محفوظ، هيدا الطريق يللي ماشيين فيه هوي الطريق الوحيد للتحرير،
وأنا هون، بقدر وبثمن الدور العالي للحزب الشيوعي اللبناني بخطه السياسي وأيضاً القرار التاريخي يللي أخذه أثناء الهجمة الشرسة الأميركية-الصهيونية علينا ويومتها انطلقت المقاومة الوطنية في 16 أيلول، اللي جسدت أماني شعبنا المناضل،
وكوني من بلدة القرعون، هي قرية محتلة كان إلي شرف كبير كثير أنو انضم لصفوف مقاتلي الجبهة من أجل الدفاع عن وطني، من أجل تحرير ضيعتي لأني بعاهد كل الشهداء، شهداء تلة برغز والشهيدة يسار مروة ومحمد يونس ومحمد محفوظ، انو نمشي على هيدا الطريق حتى التحرير.
* إلى رفاقها في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كتبت لولا قصائد عدة، قالت فيها:
الى كل العيون التي أحبها ولا تعرف الا الوفاء.
الى كل الثغور الباسمة ولا تعرف الحقد.
إلى كل الوجوه الطيبة، سمات الطهارة تعلوها.
اليكم وحدكم، يا من تصنعون لنا بيتاً وحقلاً مليئاً بالورود.
اليكم وحدكم، حيث الشمس لا تشرق إلا على وجوهكم السمراء.
اليكم وحدكم يا رجال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية.
أبعث من صميم القلب ألف تحية وسلام.
القرعون عشيقتي الأولى
وعشيقتي الأخرى
في الغد سوف نراك
من بعيد حيث الثلج
وفي الغد سوف نكتب
ونغني ونرقص للنصر الآتي
أنا لا أدون وصية
بل ألوّن خواطر متناغمة
* الى العزيز: ج. م. و.ل.
ج. م. و. ل.
تكلمه فلا يسمع
يذهب فلا يرجع
يعيش معنا ولا نلمسه
يضحك معنا ويموت
لكن موته فريد...
يا عزيزي...
يا كل الرجال الذي أعشق
تتملكني الجرأة من نسيم ذكراك
يا كل العيون التي أهوى
أشعر بالأمل عند سماعي رنة حروفك.
يا خليلي في كل حين
مع كراريسي وأحلامي
وآلامي
اليك وحدك
أتمنى أن أكون حبيبة
أتوب لغفران يديك
التي تثلج قنابل وتمطر رصاصا
ضد وحوش آخر زمن.
يا فرحة شعبي.
يا صرخته الهادرة في وجه المحتل
لا مكان لك
ولا زمان
لا بل في كل الأمكنة والأزمنة أنت..
وأنت الحق كل الحق
شاهراً سيفه في وجه الباطل
تتلون العيون أملا
وتنبض ا العروق حياة
وتهتز عضلات الوجه طربا
والإذن إصغاء تام
عند سماعي سيمفونيتك البديعة
والمذهلة
ج. م. و. ل.
يا كل الحاضر والمستقبل.
يا كل الوعد والانتظار
وما اجمل ما بعد الانتظار
حياتي معك تبدلت
جعلتني احيا من جديد
والتفاؤل عاد يلفني
شعارنا واحد:
"الحياة والارض لنا
فلنحي ونغني".