غريب بمهرجان "يوم الشهيد الشيوعي: معاً من أجل التحرير والتغيير الثوري.. وبناء دولة مدنية علمانية ديمقراطية مقاومة
أحيا الحزب الشيوعي اللبناني "يوم الشهيد الشيوعي" عصر اليوم الأحد ٢٤ حزيران الجاري، حيث أقام مهرجاناً مركزياً سياسياً وفنياً، تحية ووفاء لشهداء الحزب وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي الذين حافظوا بدمائهم الطاهرة على وحدة الوطن وكرامته، وحققوا بتضحياتهم الكبرى إنجاز تحرير الأرض من رجس العدو الصهيوني. وتخلل النشاط معرضاً للوحات فنية بعنوان "انهض وقاوم".
بداية مع النشيدين الوطني والحزب الشيوعي لللبناني، ثم قدمت الحفل الرفيقة رجاء قانصو.
وافتتح المهرجان بكلمة عوائل الشهداء، ألقتها نارا جورج حاوي وجهت خلالها التحية الى الشهداء.
عبد العال
ثم ألقى كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق مروان عبد العال، جاء فيها:
نلتقي في حضرة عبقرية المكان الذي يعانق السماء لنحتفي بالبطولة .. وفي يوم الشهيد الشيوعي ، الحديث هنا للمجد المقاوم للتلاحم الوطني للدم المشترك و من قلعة شقيف، القلعة الشاهد على كل شهيد : حياتكم هنا لأن الكبرياء هنا... كرامتكم هنا لأن المقاومة هنا...
قاتلت ودافعت واستماتت هنا .. القوات المشتركة الفلسطينية اللبنانية كانت هنا.."جمول" مرت من هنا! المقاومة الاسلامية مرت من هنا واليوم نحن هنا ، فالمقاومة اللبنانية مقاومة الشعب اللبناني لازالت هنا !
في يوم الشهيد الشيوعي يحتشد الشهداء هنا ، أتوا من كل حدب وصوب. رجال طروادة من السريّة الطلابية وكتيبة الجرمق، من فصائل وطنية ويسارية وقومية وتقدمية واسلامية متلاحمة في وحدة الدم من اللبناني والفلسطيني والسوري والكوردي واليمني والعراقي التركي والتونسي ، لا طريق لهم غير الحرية ولا غاية غير فلسطين و لا طائفة لهم ولا جنسية .. هويتهم الاصلية والصريحة دنياهم ودينهم : هي المقاومة.
نتذكر اليوم :
33 مقاوماً تصدوا لجيوش الغزاة في عام 1982 "لم يستسلم منهم احد " قالها الضابط الصهيوني واصيب المجرم ( بيغن ) بالاكتئاب .
ونهضت القلعة وعلى هذه الحجارة بكى جنود الاحتلال من ضربات رجال المقاومة الوطنية و الاسلامية وتحولت الى " الجرح الاخضر" المفتوح كما سماها العدو .
تحررت يوم اعترف الارهابي شارون بقوله " لقد هزمتنا المقاومة" ندحروا وظلت هذه القلعة هنا تطارد الغزاة .
وما زالت اسطورة نضال منتصبة القامة ، صداها يتوزع على كل الامكنة تحكي لنا سيرة واسرار هذه الارض وفي كتاب النبوة وقاموس الثورات وفقه المقاومة.. لأجل ذلك يبرعم الزهر فتية جدد هناك في رمال غزة ومدن الضفة وحواري القدس و ميادين حيفا وفي مخيمات الشتات الفلسطيني... وما بدلو تبديلا .
خصبة هي الارض كالشهداء لا تشيخ ! هم كالشجر قد يسقطها الريح ويبقى ظلها خالدا في المكان لكن لا ينحني ابداً.!
و من دوّي صيحات الحرب تتردد سمفونيتها على مسمع جبل عامل و قمم جبل الشيخ و تصل الى جلالة جليل فلسطين . شاخصة مزهوة البطولة التي تتوالد في درس آخير يقول : المقاومة وليس ثمة طريق اخر .
الاعزاء:
وعدنا لكم الفكرة لن تسقط .. مهما كبرت الصفقة ! والتي انتقلت من التسوية الوطنية الى التصفية النهائية.. الاجندة ان لا تظل فلسطين قضية العرب ولا تظل اسرائيل عدو العرب! و يريدون ان تكون المشكلة في المقاومة وليس بالاحتلال ، خطتهم ان تكون كل التناقضات مفتوحة والصراعات مسموحة الا الصراع مع الاحتلال والهيمنة الامبريالية والتسلط الرجعي.. هذه حقيقة الخلطة العنصرية الصهيونية الجديدة .
كل من يعادي اسرائيل يصبح عدواً لاميركا، حتى او كان مجلس حقوق الانسان، الذي انسحبت منه الادارة الامريكية، وبعض امراء التطبيع يصرحون علنا ان اسرائيل لم تعد عدواً... هل هناك عهر سياسي اقبح من ذلك ؟ هذه الاجندة الاسرائيلية بإمتياز ..
خطر الصفقة
لان ما يرسم هو توطيد مشروع معادي يطال المنطقة بإسرها..الخطر يطال الجميع تحت مسمى "حل اقليمي" او "تحالف اقليمي" يستعيد عصور استعمارية بائدة دفعت وستدفع فيه شعوب المنطقة الثمن الكبير :
ايها الرفاق والاخوة : اضحى واضحاً للجميع ان الخديعة كانت مفاوضات بدون حلول ، والحقيقة اليوم انها الحل النهائي الاسم الاخر للتصفية النهائية، ولا حاجة حتى للمفاوضات ! وتهدف الى القفز عن الحقوق الوطنية الفلسطينية لا دولة ولا حرية ولا استقلال، " محميات" في الضفة الغربية محمية " اقل من حكم ذاتي" .
و غزة "محمية "اخرى وليست دولة ! ولا القدس ولا عودة للاجئين. الادارة الامريكية ومن معها تريدنا ان نتذوق الوجبة المسمومة مقدماً! نقول لهم : خسئتم ، الحرية لا تعرض بالمزاد وغير صالحة للبيع .. الحرية تنتزع ايها السادة ، يعتقد واهماً من يسعى الى :
١- تجاوز التمثيل الفلسطيني لمواجهة الرفض الفلسطيني للمشاركة في اي مؤتمر أو لقاء أو التعاطي مع الخطة الامريكية .
٢- الاستقواء وبلغة التجارة من رصيد الأطراف العربية في الصفقة . للالتفاف على الرفض الفلسطيني الشامل للصفقة.
نقول لتجار السياسة وحكام الردّة، نقول لاميركا وعرب اميركا وعرب الصفقة الامريكية : أن فلسطين ليست سلعة و القضية ليست للبيع !
تنفعكم مغريات المال المسماة بـ"حزمة من الحوافز المادية الضخمة" الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى. ويستخدموا للتهديد( فيكم وبلاكم رايحين) كله ضمن البيئة المناسبة عبر خطوات التطبيع المشبوهة واستنزاف الجسم الوطني بكل مواقع الرفض والمقاومة وغيرها من الوسائل لخفض منسوب المناعة الوطنية حتى لا يظل الصف منقسماً و جسداً مفككاً غير قادر على على مواجهة صفقة القرن.
الرد المطلوب : لسنا ضعفاء، نحن اصحاب الحق، وشعب المعجزات وقضية عادلة ، والرد يبدأ من الجذر السياسي، تصويب المسارات الخاطئة وتنفيذ كل ما اقر وطنياً بهذا الخصوص.
وحدها الارادة الفلسطينية قادرة تحت عنوان الوحدة الوطنية الشاملة ان تقدم رداً شاملاً يظال كل مستويات الصراع .. البناء والمقاومة..
- رسالة مسيرات العودة ، تأصيل الصراع التحرري والتناقض الرئيسي مع الاحتلال والمشاركة الشعبية موحدة و فاعلة واستعادة الثقة بوحدة كل مرتكزات المشروع الوطني الفلسطيني على اساس تحرري ووطني جامع .. من خلال مراجعة ورؤية للصراع.
- وحدة وطنية جامعة تنهي الشرذمة والانقسام و تستعيد الذات وطاقات الشعب في مقاومة شاملة واشتباك تاريخي مع الاستهداف الامبريالي الجديد للمنطقة ..
- كوشنير وبعد ما فعلته ادارته في القدس وتقليص دعمه للانروا ، يحضر لحل انساني لمشكلة غزة ، حل انساني مكان السياسي في معالجة ملف غزة ... وتحول دون تحوّل "المؤقت" إلى "دائم". فك الحصار عن غزة وتنفيذ قرار رفع العقوبات فوراً وانهاء الانقسام المقيت والمميت واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وضد كل اشكال القمع مهما كانت هويته وزمانه.. هذا شعب عظيم و اكبر من الجميع.. علينا ان نرتقي الى عظمته ونكون بمستوى تضحياته..
- لبنان: من هنا من رمزية المكان الذي يجسد التلاحم اللبناني الفلسطيني، نطلق رساتنا :
- اسناد قضية اللاجئين ماذا اعدينا لليوم القادم ؟ لخطر صفقة القرن على اللاجئين . الذي نستشعر به ازاء تقليص دور الانروا بل وتغيير وظيفتها كشاهد على قضية اللاجئين، مهمتنا حفظ الوجود بدل من تبديده.. وهذا يتم من خلال اجراءات لابد منها:
- اولا: حكومة لبنانية لا تعاند الواجبات الموضوعية والانسانية ازاء الوجود الفلسطيني في لبنان، بما يحفظ كرامتهم وحياتهم وحقهم في العودة.
- ثانياً:المبادرة العاجلة الى تفعيل العمل الفلسطيني الموحد في لبنان.. ضمن وفاق وطني فلسطيني بروح الشراكة والمسؤولية الوطنية مضاعفات وتصدعات وتداعيات واستهدافات صفقة القرن .. نبذ لغة الانقسام والاختلاف جائز لكن على اساس التناقض الرئيسي الان ضد مؤامرة القرن حتى نقاومها بقبضة واحدة مضمومة .
- ثالثاً: ومن رمزية قلعة شقيف الذي جسد وحدة المقاتلين ووحدة الدم ... ندعو الى تعزيز الخطاب الوطني الفلسطيني الوحدوي ، ونحن ننحاز دائماً الى كل فعل ايجابي ، لذلك رحبنا بإيجابية كلام الاخ اشرف دبور سفير دولة فلسطين في كلمته مؤخراً عن اهمية القيام بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية ولحظ خصوصية شعبنا في لبنان وحساسية المرحلة.. لدرء المخاطر .. كلام ايجابي وحدوي و يعزز البيئة الايجابية والتعاون الوثيق اللبناني الفلسطيني الذي يحفظ العدالة والكرامة والسيادة، والذي تمثل اخيراً بالتعاون لازالة البوابات الإلكترونية عن مداخل مخيم عين الحلوة مثمنين لقائد وقيادة الجيش اللبناني هذا التفهم والقرار الصائب. لذلك علينا ان نمضي بثقة في ترسيخ العمل الوحدوي و للتصدي لمخاطر تدمير المناعة الوطنية. سننتقد ونشير ونحذر من اي ممارسة تخلق بيئة سلبية معاكسة ولغة استفزازية مملة، او تسعى لتسعير الخلافات بدل من اخمادها والاتهامات والتشكيك بدل تعزيز الثقة. رصيدنا الموقف المسؤول والمناسب وهنا تكمن المصداقية السياسية. اذا كان هناك يوجد سلطة او شبه سلطة لننقسم عليها، هنا واقع مخيمات شعبنا ولجوء عمره 70 سنة من الشقاء و مستقبل قضيتنا كلها تكفي لتدعونا بقوة لنتفق من اجلها ! ما هو مشترك كبير يجمعنا، ويبدأ بمغادرة مربع الانقسام المدمر والاستقطاب والفرز والفئوية والذاتية وان نطلق اقصى فاعلية وطنية شعبية جامعة في لبنان بعمل سياسي موحد واتوجه الى الاخ السفير من موقع المحبة والمونة ليبادر نحو خطوة جامعة لتكن تحت مظلة السفارة الفلسطينية كما نعهدها المظلة الوطنية لما تمثله من شرعية ورمزية وجماعية وطنية.. وبميثاق مشترك ورؤية موحدة تجمعنا و تحمي الوجود والكرامة وحق العودة.
- ايها الاعزاء: اخيراً نؤكد لكم من قلعة الشهادة والنصر ، نحن معاً رفاق الحكيم وابو علي وغسان والقائد الاسير سعدات .. وسنظل على درب الوفاء لرفاق فرج الله الحلو وجورج حاوي ومهدي عامل وشهداء جمول ، نسير معاً في استراتيجية مواجهة موحدة ومقاومة شاملة ولننتصر لكل شهيد واسير وجريح وشريد وننتصر لوطننا و لقضيتنا وحريتنا.
غريب
بدوره، ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة للمناسبة وقال:
الرفاق والأخوة في الأحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية
عائلات الشهداء والرفاق الأسرى
الرفيقات والرفاق
أيها الحضور الكريم
نقف اليوم معاً في قلعة الشقيف على هذه التلّة الشامخة المتطلعة نحو العلياء وذات الجذور التاريخية العميقة في الارض الجنوبية التي إرتوت على مدى عقود وعقود بدماء آلاف الشهداء والجرحى المدافعين عن هذا الحصن وعن جنوبهم ووطنهم الغالي ضد الاعتداءات الصهيونية واحتلاله.
اليوم في عيد الشهيد الشيوعي ننحني بأجلال امام ذكرى هؤلاء الشهداء، كل الشهداء الذين سقطوا فوق هذه الارض المقدسة، شهداء الحزب الشيوعي الذين رفعوا راية التحرير منذ اربعينات القرن الماضي، شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "جمول" الذين قاتلوا ببسالة واستشهدوا جنباً إلى جنب مع شهداء المقاومة الاسلامية وشهداء فصائل المقاومة الفلسطينية وشهداء أحزاب الحركة الوطنية اللبنانية التي ناضلت ضد الاحتلال الاسرائيلي واجتياحاته المتكررة، وشهداء الجيش العربي السوري الذين واجهوا الاجتياح الصهيوني عام 1982.
ننحني بأجلال امام كل هؤلاء الشهداء ونحن مصممّون على المضي قدما في بذل المزيد من التضحيات دفاعاً عن لبنان في كل مرّة يحاول العدو الصهيوني تكرار اعتداءاته. وبالقدر ذاته من التصميم، سيواصل الحزب نضالاته السياسية والاجتماعية من أجل التغيير الديمقراطي تكريماً لذكرى كل الشهداء وذكرى كل قادتنا من فرج الله الحلو وجورج حاوي واحمد المير الايوبي إلى كل الرفاق.
ونحن إذ نقف اليوم في قلعة الشقيف الأبية، نستذكر بشكل خاص رفاقنا، الأبطال الثلاث، ابطال " جمول" الذين رووا بدمائهم هذه القلعة: الشهيد محمد الحاج علي، الشهيد نجيب مصطفى والشهيد جمال شعيب، والذين بفضل دمائهم نقف اليوم في هذه القلعة مرفوعي الرأس فتحية إلى هؤلاء الأبطال وإلى ارواحهم الطاهرة وارواح كل الشهداء.
ومن هذا التلّ الذي يحيط بالقلعة، نتنشق النسيم العليل القادم من ارض فلسطين وسمائها فنحيي شعبها المقاوم الذي بإبداع شبابه وطائراته الورقية المشتعلة فوق المستوطنات يرعبون جيش الاحتلال وحكومته الصهيونية. ونجدّد العهد لفلسطين بان الحزب الشيوعي سيبقى وفياً للنضال من أجل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني انتصارا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، وانتصارا لحق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض.
وسوف نبقى نقاوم معاً لإسقاط المشروع الاميركي الصهيوني والملتحقين به من أنظمة عربية رجعية وخائنة، والهادف إلى فرض ما يسمى "صفقة القرن" اي التصفية الكاملة للقضية الفلسطينية. فهذا المشروع يندرج ضمن حلقات مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تقوده وتنفذه الولايات المتحدة لتفتيت الدول العربية وشعوبها وتقسيمهم إلى كيانات طائفية ومذهبية تتقاتل فيما بينها خدمة لأهداف الإمبريالية الأميركية والصهيونية في نهب الثروات واقامة القواعد العسكرية وضرب وتصفية كل القوى العربية المقاومة.
ان "صفقة القرن" ليست مستقلة بذاتها بل هي جزء لا يتجزّأ من ذلك العدوان الامبريالي الصهيوني الرجعي الذي يمعن منذ سنوات تدميرا بسوريا واليمن والعراق وليبيا، واعتداء متكرّرا ضد لبنان وارضه وبحره وسمائه، ليمهّد أمام الحلّ التصفوي والاستسلامي للقضية الفلسطينية. إن جذرية أهداف هذا المشروع المدمّر لمصالح الشعوب العربية وسيادة دولها تدعونا إلى تجديد ندائنا ومواصلة عملنا لاطلاق جبهة المقاومة العربية الشاملة نصرة للقضية الفلسطينية ولقضايا التحرر الوطني، إذ لم يعد من مبرر امام القوى اليسارية والتقدمية والوطنية العربية التلكؤ في ذلك، فهذه المقاومة هي مقياس يسارية أي حزب او تجمع ولقاء، وإذا لم تقدم اليوم في ظل هذه الظروف الخطيرة والمصيرية فمتى ستتحرك؟ فبقدر ما تتحمل هذه الأطر مسؤولياتها في هذا الصدد بقدر ما تكون يسارية وتقدمية ووطنية.
من هنا، نطلقها صرخة مدوية من هذه القلعة رمز صمود المقاومة إلى كل الشعوب العربية وشعوب العالم اجمع بان لا تتركوا الشعب الفلسطيني وحده في المعركة بل قفوا إلى جانبه ادعموه بكل ما لديكم من إمكانيات وطاقات، مطلقين ايضا مبادرتنا إلى كل القوى المقاومة في المنطقة العربية بضرورة توحيد جهودها وطاقاتها لاسقاط صفقة القرن الرامية لتصفية القضية الفلسطينية التي يعد لتنفيذها اليوم كوشنير ومحمد بن سلمان.
وفي يوم الشهيد الشيوعي، يتمسك حزبنا بالنضال دفاعاً عن القضية الوطنية ومن أجل التغيير واقامة دولة علمانية ديمقراطية مقاومة. وكما ناضل حزبنا ضد العدوان الصهيوني والاقطاع ورموزه وضد سياسات النظام السياسي الطائفي وطبقته الفاسدة، لعشرات السنين لانتزاع الاستقلال الوطني وتحقيق مطالب العمال والفلاحين والمزارعين وذوي الدخل المحدود. سيبقى حاضراً في كل ساحات النضال الوطني والسياسي والاجتماعي، سيبقى رافعاً قبضاته في التظاهرات والاعتصامات والاضرابات المهنية والمطلبية دفاعاً عن حقوق ومطالب العمال والشباب والنساء والفئات الشعبية المتضررة من سياسات طغمة النهب والاحتكار والتحاصص الزبائني والفساد.
ومن فوق قلعة الشقيف نقول: عار على التحالف الطائفي-الطبقي الحاكم والمحصّن بآليات الاستغلال والنهب والفساد ان يحوّل لبنان إلى حقل لترسيخ علاقات الاستتباع وتعميم الافقار عبر تنفيذ الصفقات والمضاربات. عار على هذا التحالف ان يحوّل نهر الليطاني إلى نهر للتلوث وجعل مياهه السامة تقتل البشر والارض والمزروعات. عار عليه هذا الفلتان الرسمي والاعتداء على الاملاك البرية والبحرية العامة من الناقورة إلى عدلون وصيدا وبيروت وصولاً إلى شكا وطرابلس وغيرها الكثير من المواقع.
عار على التحالف الطائفي-الطبقي المتنفّذ استغلال الشعب اللبناني والتلهّي في تشكيل حكومة ستكون كسابقاتها ممثلة للاحتكار والتحاصص الطائفي، ومواصلة تقاسم الصفقات في مشاريع المرافق العامة في الكهرباء والمياه والاتصالات والنفط والغاز والنقل...
تحالف لا هم له سوى الحفاظ على نظامه الطائفي والمذهبي وإعادة انتاج سلطته واستبداده من خلال قوانينه الانتخابية، تحالف وضع لبنان في ازمة اقتصادية – اجتماعية متفاقمة وفي حال من الإفلاس والارتهان الدائم للأوصياء في الخارج.
تحالف لا هم له سوى زيادة الدين العام والخصخصة وإدارة خلافاته حول مرسوم التجنيس والنازحين السوريين والتعيينات وغيرها وغيرها من الملفات بالتعطيل والجمود.
انه تحالف الإستغلال للعمال والمعلمين والموظفين والأجراء والمزارعين والفقراء والمنتجين الصغار، تحالف رأسمالي إحتكاري، نهجه إقامة دولة الريوع على أنقاض دولة الرعاية الاجتماعية،
تحالف رفع معدلات هجرة شبابنا وشاباتنا إلى الخارج ومعه ارتفعت اعداد المؤسسات والمعامل المقفلة ومعدلات البطالة والفقر وسائر المشاكل الاجتماعية التي عانى ويعاني منها اللبنانيون، في الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والسكن والتقاعد والنقل والاتصالات والبنى التحتيّة التي لن تجد حلا لها إلاّ بإقامة دولة قادرة على تأمين هذه الحقوق، دولة علمانية ديمقراطية
كل هذه المشاكل وغيرها، ليست إلاّ تعبيراً واضحاً عن أزمة نظامنا السياسي الطائفي، ومعالجتها لا تتم إلا بتغييره. انه مصدر الفساد السياسي ومحاربة الفساد – لمن أراد ويريد ذلك - تكون على قاعدة تغييره لا على قاعدة الدفاع عنه والحفاظ عليه. ان النضال الوطني لتغيير هذا النظام الطائفي هو جزء لا يتجزأ من نضالنا القومي التحرري العربي لإسقاط المشروع الأميركي – الصهيوني، والعكس صحيح أيضاً، والمعركة واحدة لا تقبل التجزئة.
إننا في الحزب الشيوعي ندعو كل القوى التقدمية واليسارية اللبنانية وكل المنظمات النقابية والهيئات المدنية والشبابية والنسائية والثقافية لتوحيد طاقاتها وصفوفها لتشكيل جبهة واحدة ضد هذا النهج الإقصائي المدمّر وسياسات الاحتكار والنهب والتبعية المذلَة للخارج عبر إملاءات الهيئات الدولية التي تدور في فلك الغرب الإمبريالي.
ختاماً وفي هذه الذكرى المجيدة نتوجه بالدعوة إلى كل الشيوعيين غير المنظمين راهناً إلى العودة إلى ربوع الحزب وتعزيز وحدته والمشاركة في التحضير لمؤتمره الثاني عشر الذي سيعقد في موعده الدستوري المحدد قبيل نهاية شهر نيسان عام 2019،
فكلنا معاً من أجل التحرير والتغيير الثوري، من أجل بناء دولة مدنية علمانية ديمقراطية مقاومة، من أجل تحقيق حلم بناء الإشتراكية الذي حمله شهداؤنا الأبرار، رافعين معا راية حزبهم العظيم: سنمضي سنمضي إلى ما نريد وطن حر وشعب سعيد.
** واختتم الحفل بتحية فنية من فرقة "الكوفية الفلسطينية"