21 حزيران: يوم الشهيد الشيوعي وذكرى استشهاد الرفيق جورج حاوي
وقد القى سكرتير الهيئة الوسطية لبيروت الكبرى الرفيق خليل سليم كلمة جاء فيها:
الرفيقات والرفاق والأخوة والأصدقاء
ان احياء حزبنا ليوم الشهيد الشيوعي هو واجب بكل المقاييس تجاه الشهداء الأبرار الذين سقطوا في هذه المسيرة الطويلة من النضال بمختلف اشكاله واساليبه، في المقاومة الوطنية وفي النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي، انها تكريم لمسيرة مضرّجة بدم الشهادة في كل هذه المعارك وتحت التعذيب والخطف والاغتيالات والملاحقات والاعتقالات داخل سجون أنظمة الاستبداد والغرف السوداء، منهم كان الامينين العامين فرج الله الحلو وجورج حاوي و المفكرين حسين مروة ومهدي عامل ومعهم القائد احمد المير الايوبي،,والكوكبة تطول وتطول، لأسماء محفورة بأحرف من نور في ضميرنا وفي وجدان شعبنا، شهداء أتوا من كل الوطن ولكل الوطن، وفي هذه المناسبة نوجه تحية الاجلال والاكبار لأرواح هؤلاء الشهداء ، كل الشهداء .
وفي مثل هذا اليوم من عام 2005 انقضّت يد الغدر على الرفيق جورج حاوي ، على رمزوقائد شيوعي وطني عربي اممي... انقضت يد الغدر على من اعلن بيان اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني للبنان مع رفيقه محسن ابراهيم ،في أحلك الظروف في 16 أيلول 1982... احياء لذكرى استشهادهولمسيرة الشهداء الشيوعيين جميعا الذينكتبوا بدمائهم مئات القصص والنضالات والبطولات في سبيل لبنان وقضاياه الوطنية والاجتماعية منذ ما قبل الاستقلال وحتى الامس القريب ...
اليوم بعد 16 عاما على استشهاد الرفيق جورج حاوي، يقف لبنان على مفترق طرق في تاريخه الحديث وفي مفترق الطرق هذا يبرهن الوطنيون والشيوعيون والديمقراطيون اللبنانيون على صحة رهان وخيار جورج حاوي في المقاومة الوطنية وفي النضال الديمقراطي من اجل التقدم والتغيير وبناء الوطن العلماني ومجتمع العدالة الاجتماعية.
الرفيقات والرفاق والاصدقاء،
أحداث كثيرة مرت على لبنان والمنطقة منذ استشهاد الرفيق حاوي ولكن في الآونة الأخيرة حدثان مهمان فيهما استكمال لمسيرة الشهداء الشيوعيين. الاول، في السابع عشر من أكتوبر 2019 أنتفض الشعب اللبناني ضد السلطة الحاكمة وتجلت في هذه الانتفاضة أبهى اشكال التحدي والنضال ليس فقط من الشيوعيين، الذين لم يشاركوا فقط من اليوم الأول، بل كانوا أساسيين في التعبئة والتظاهر في فترة ما قبل اندلاع الانتفاضة. لقد كانت الانتفاضة، ولا تزال، انتفاضة وطنية وشعبيةوديمقراطية من الطبقات المسحوقة والشرائح الاجتماعية التي تضررت من النظام السياسي الطائفي والتبعي المولد للفساد والمحاصصة ومن نموذجه الاقتصادي وعلاقات الانتاج التي أفرزت استقطابا اجتماعيا هائلا بين قلة تستحوذ على الثروة والدخل العالي واكثرية تعاني من أجور متدنية وبطالة وانسداد الافق وعدم المقدرة على الاستحواذ على السكن والتعليم والصحة وقد اثقلتها الديون والمعاناة. واليوم بعد تجذر الأزمة الاقتصادية ازدادت وتضاعفت هذه المعاناة ولذلك حزبنا اليوم حزب جورج حاوي يطرح تصعيد الانتفاضة على ابواب بدء رفع الدعم عن القمح والدواء والمحروقات وقد تقدم بمشروع سياسي اقتصادي واجتماعي واضح المعالم واضعا كل القوى الديمقراطية أمام مسؤولياتها في حشد قواها ضمن اوسع ائتلاف سياسي ووطني لخوض الصراع مع المنظومة الحاكمة لتغيير موازين القوى بهدف أحداث التغيير في لبنان، في اقامة الدولة العلمانية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
الحدث الثاني الذي حصل مؤخرا هو الانتفاضة الفلسطينية التي حدثت بعد محاولة الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه تهجير أهالي الشيخ جراح في القدس. فاندلعت المواجهات في القدس وفي غزة وفي الضفة الغربية والاهم من كل ذلك انتفاضة الشعب الفلسطيني في أراضي 48. فشكلت هذه الوحدة الفلسطينية ليس فقط أملا بل بداية لمسيرة إنهاء النظام الصهيوني في فلسطين التاريخية وإقامة الدولة العلمانية الديمقراطية على كامل ترابها والقدس عاصمتها وحق العودة وهو الموقف الذي حمله دوما حزبنا. فالمطلوب اليوم هو وحدة المقاومة والشعب الفلسطيني واتباع اشكال متعددة من النضال والمقاومة كلها بهدف أنهاء نظام الفصل العنصري الصهيوني. واليوم ايضا، وكما رأينا، يقف العالم مرة أخرى مع الشعب الفلسطيني ولقد برهن التضامن مع قضية فلسطين من كل احرار العالم منكل القارات من اميركا إلى بريطانيا إلى أوروبا وآسيا على أن القضية الفلسطينية هي أيضا قضية اممية وقد لعب اليسار دورا كبيرا في اطلاق هذا التضامن. من هنا، فان اليسار الفلسطيني والعربي هو أمام تحدي، حمله في حياته جورج حاوي ايضا، في ان يكونوا هم اساس المقاومة الفلسطينية والعربية.
أيها الرفاق والاصدقاء،
في يوم الشهيد الشيوعي نعاهد مئات الشهداء الشيوعيين الذين سقطوا دفاعا عن لبنان..دفاعا عن الحزب...دفاعا عن الطبقة العاملة.....وضد الفاشية والصهيونية، على الاستمرار في العمل والنضال من اجل لبنان ديمقراطي علماني ..من أجل العدالة الاجتماعية ومن اجل التحرر الوطني. واخيرا نعاهدهم على ان الحزب الذي استشهدوا في صفوفه، ومن أجله، على الرغم من كل الصعاب، باق في مقدمة الصفوف وفي تصعيد الانتفاضة، و هو يتحضر لعقد المؤتمر الثاني عشر بكل زخم وإصرار من اجل حزب شيوعي متجدد دوما يقاتل دوما من اجل وطن حر وشعب سعيد.