البيان الختامي للقاء اليساري الشبابي - العربي - الثاني
ورأى المشاركون أن سمة المرحلة الراهنة هي انسداد الأفق أمام الإمبريالية العالمية وانفتاحه أمام قطب الشعوب؛ فالأزمة العميقة والحادة التي تعصف بالنظام الرأسمالي العالمي فجرت الكثير من التناقضات على مستوى العالم، وفي منطقتنا على وجه الخصوص، حيث تدفع تلك الأزمة بدول المركز الإمبريالي إلى المزيد من العدوانية، وشن الحروب على المنطقة العربية بواسطة أدواتها الفاشية الجديدة، التي تتجلى بالعديد من المظاهر في منطقتنا العربية، حيث يأتي الكيان الصهيوني في مقدمتها، وإلى جانبه العديد من الأنظمة الرجعية المرتهنة للغرب الإمبريالي، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية، المدعومة من تلك الأنظمة، والتي تسعى لاستكمال المشروع الأمريكي في منطقة الشرق العظيم، والمسمى بـ«الشرق الأوسط الجديد»، فيجري استهداف الدول في وجودها ووحدتها في محاولة تفتيت المنطقة إلى مكونات ما قبل الدولة الوطنية، الدينية والطائفية والعرقية.
ولفت اللقاء إلى أن الأزمة الرأسمالية العظمى تدفع إلى المزيد من تراجع الإمبريالية الأمريكية على الساحة الدولية، في مقابل صعود أقطاب جديدة، تعاني بدورها من التناقضات التي تصيب المنظومة الرأسمالية ككل، ولكنها محكومة بالحد تدريجياً من الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي، ومرشحة في الوقت ذاته لكي تشهد تحولات عميقة في نظامها الاقتصادي والاجتماعي بالاتجاه المطلوب.
ودعا اللقاء قوى اليسار العربي، وبالأخص الشبابية، إلى مواجهة مشكلاتها، سواء تلك المرتبطة بضرورة تجديد البنى الفكرية والتنظيمية لكي تتلائم مع المرحلة الراهنة، التي تشهد تحركات شعبية عارمة على الساحة العربية. وإلى ضرورة العمل في أوساط الشباب، الطلبة العمال، واستقطابهم إلى صفوف اليسار على أساس البرنامج السياسي الطبقي الذي يمثل المضطَهدين والمستلَبين نتيجة لممارسات الانظمة العربية الرجعية والمستبدّة في معظم الدول العربية.
وخلُص اللقاء إلى العديد من المهام الملموسة على مستوى القوى اليسارية الشبابية العربية:
- تعزيز العمل المشترك بين شباب مختلف الأحزاب والتنظيمات اليسارية العربية، بما يتلائم مع ضرورة حل المهام المشتركة، وفي هذا الخصوص تم تشكيل لجنة متابعة أعمال اللقاء.
- تكليف الجهة المنظمة وبعض القوى المشاركة بوضع إطار للعمل الطلابي على المستوى العربي، وإصدار نشرة إلكترونية ناطقة باسم اللقاء اليساري الشبابي العربي.
- ضرورة الالتفات إلى أوساط المعطّلين عن العمل، بما تحمله هذه القضية من خطورة تتعلّق بإمكانية تحول هذه الأوساط إلى إحتياطي للقوى الرجعية والظلامية، ما يعنيه ذلك من ضرورة العمل بين صفوفهم والاستفادة من تجارب بعض التنظيمات المشاركة بانشاء اتحاد لهم.
- التأكيد على مبدأ المقاومة الشاملة حتى تحرير كل الأراضي العربية المغتصبة، وعلى مركزية القضية الفلسطينية ومحاربة العدو الصهيوني والسياسات الأميركية بكل الأشكال المتاحة.
- ضرورة العمل على تأسيس جبهة مقاومة ضد قوى الفاشية الجديدة، تمتد على كامل المنطقة العربية لمواجهة كل أشكال التطرف والتعصب والتلطي خلف الدين لخدمة المصالح الأمريكية.
وفي ختام أعماله، وجّه اللقاء تحية إلى «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» في ذكرى انطلاقتها الثانية والثلاثين. وهنأ اللقاء شعبنا الفلسطيني ومقاومته بصموده وانتصاره في غزة وإلحاقه الهزيمة بالعدو الصهيوني في عدوانه الاخير عليها.
اللقاء اليساري الشبابي العربي- الثاني
المروج اللبنانية أيلول- سبتمبر 2014