الإثنين، أيلول/سبتمبر 16، 2024

الرفيق يوسف قشمر( أبو شادي) وداعاً

  د.سمير دياب
أخبار الحزب
رحل أحد جذور السنديانة الحمراء الرفيق يوسف قشمر( أبو شادي) بعيدا عن محبوبته بلدة"مركبا" في الجنوب المقاوم، ليعود اليها ملتصقا بترابها تنفيذاً لوصيته بعد هجرة كدح ونضال طويلة، فرضتها ظروف حياته الاجتماعية مع عائلته المناضلة في المانيا (شتوتغارت). هوى جبل النضال والحب والكرم والاخلاق في غربته، وهو يقاوم مرضه الخبيث ليكون هذا الصيف في وطنه لبنان، وفي قلب جنوبه المقاوم، وبلدته مركبا.

هوى هذا المناصل العنيد الحاد والصلب في فكره وإنتمائه ومقاومته ونضاله الوطني والفلسطيني والعربي والأممي من أجل التحرر الوطني والتغيير الديمقراطي، وفي القلب منها فلسطين الحاضرة أبدا في نشاطه اليومي إلى جانب رفاقه في الاحزاب والقوى الشيوعية واليسارية الالمانية ومع المنظمات الوطنية للجاليات العربية التزاما بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الكاملة ، وفي دعم ومساندة الصمود والمقاومة الباسلة في غزة لوقف العدوان الصهيوني بالشراكة مع الامبريالية الاميركية وحلف الناتو، وبتواطؤ الرجعية العربية وأنظمة التطبيع والخيانة. ووقف حرب الابادة الجماعية وفك الحصار عن غزة.

الرفيق يوسف قشمر، ينتمي إلى جيل المناضلين العمال الكادحين، وجيل المقاومين الاوائل. لا يعرف الملل أو الكلل، ولا يحتوي قاموسه النضالي على مفردات الإحباط واليأس. بل، كان  يمتلك طاقة وقوة وقدرة فوق العادة على إقناع الآخر بحوار هادئ جداً وبمنهجيه علمية تحليلية عميقة وبسيطة في آن، ترفع منسوب التفاؤل بأهمية النضال الوطني والطبقي وبسيرورة مشروع حركة التحرر الوطني من أجل غد إنساني أفضل.

يوسف قشمر، إسم يشهد تاريخ النضال في بلاد الإغتراب بمحبته وإخلاصه وعلاقته الصادقة مع قضايا كل مغترب أو لاجئ وافد من لبنانيين أوعرب. إمتلك الراحل المناضل قلبا كبيراً، إتسع لكل وافد من  لبنان، يستقبله برحابة صدر وبصدارة منزله إلى جانب عائلته الرائعة، ويودعه بأجمل إبتسامة، وبأروع ضحكة مجلجلة مميزة ،وبكلمة  مشهورة عنده  (مشتقلك) .

 رافق في نضاله الطويل الكثير من قادة العمل السياسي الوطني اللبناني والعربي في الخارج، في السر والعلن. وشكل احد أبرز محاور النضال السياسي العربي في شتوتغارت.

رحلة نضال رفيقي وصديقي يوسف قشمر إرتبطت بالأرض والإنسان ، مهرها بسنوات الكدح والعمل والتعب والفكر والنضال من أجل "وطن حر وشعب سعيد" حتى النفس الأخير من حياته.
رحل رفيقي المناضل الذي لم يتسنى لي سماع صوته في الأونة الأخيرة – لظروفه الصحية .

رحل صديقي المقاوم وهو في كامل يقظته الثورية، وفي ;كامل صلابة مواقفة الوطنية.
مات المناضل الثوري الأمين على مبادئ وأهداف وتاريخ نضال ومقاومة حزبه الشيوعي .

تحية إكبار إلى روح الرفيق أبو شادي. أتقدم من الرفيقة المناضلة أم شادي ومن اولاده فردا فردا، ومن الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني، وفي منظمة الحزب في شتوتغارت وباقي المدن الالمانية. ومن المنظمات الحزبية الوطنية للجاليات العربية. ومن منظمة الحزب الشيوعي في مركبا، ومن أهالي مركبا الصامدة والجنوب المقاوم، بأحر التعازي. 

وداعا رفيقي أبو شادي (رح إشتقلك). (الصورة للرفيق أيو شادي - وصورة برفقته وضيافته   في المانيا -شتوتغارت). 

تحية ووردة حمراء.


سمير دياب


9/8/2024