الإثنين، كانون(۱)/ديسمبر 23، 2024

"الشيوعي" يدعو شباب الانتفاضة إلى تطويرها ورفع الصوت عالياً في كل الشوارع والساحات ضد الطائفية

  المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني
بيانات
ضجّت الساحة السياسية في اليومين الماضيين بتصريحات صادرة عن رجال دين من طوائف مختلفة، إتخذوا فيها مواقف حادة ومباشرة من قضايا خلافية تتعلق بالوضع السياسي الشائك في البلاد، الى الحدّ الذي لم يعد يمكن فيه التمييز بين رجل السياسة ورجل الدين.

وإنكبت بعض هذه التصريحات على إطلاق قنابل صوتية يراد لها ترسيخ الانقسام المجتمعي حول مسائل وطنية جوهرية وصرف الأنظار عمليا عن الأسباب الفعلية الكامنة وراء أكبر عملية نهب موصوفة يتعرّض لها الشعب اللبناني، بخسارته أكثر من 80 مليار دولار من ودائعه المصرفية على أيدي التحالف غير المقدّس بين الزعامات السياسية الطائفية وكبار أصحاب المصارف ورأس المال. وذهبت تصريحات أخرى بشكل غير مسبوق في اتجاه القفز العشوائي المرتجل فوق كل الأعراف القانونية والدستورية التي نصّ عليها اتفاق الطائف، بدءا من استيلاد مفهوم "الرئيس القوي" مرورا بتغليب صلاحيات المحاكم الروحية على المحاكم المدنية وانتهاء بالتجاوز الفجّ للأصول الإجرائية الناظمة لعملية تشكيل الحكومات، مما رسّخ القناعة بأن ما يجري ترويجه اللفظي عن دولة المؤسسات أصبح أقرب عمليا الى حالة لا دولة فيها ولا مؤسسات.
إن الحزب الشيوعي اللبناني يشجب هذا النوع من التصريحات المنفّرة الصادرة عن مرجعيات أساسية في المؤسسة الدينية التي يجري تمويل نشاطاتها جزئيا من المال العام والتي أعفاها القانون – فوق ذلك – من تسديد شتّى أنواع الضرائب والرسوم بخلاف سائر المواطنين. وهو يؤكّد مجدّدا على أن هذا السلوك النمطي الصادر عن تلك المرجعيات، على إختلاف تلاوينها، ليس سوى الإبن الشرعي للنظام السياسي الطائفي الفاشل الذي تتستّر تحت مظلته شبكة عميقة من المصالح الخاصة والمتبادلة ما بين زعماء القوى السياسية الطائفية المتنفّذة وكبار رموز المؤسسة الدينية وحيتان المال. وإنطلاقا من تشخيصه هذا، يدعو الحزب الشيوعي شباب الانتفاضة الى تطوير الانتفاضة ومواصلة رفع الصوت عاليا في كل الشوارع والساحات ضد الطائفية ودورها الوظيفي الزبائني، والى تصعيد النضال بكل الأساليب المتاحة من أجل بناء الدولة الوطنية المدنية التي تحرّرهم من إرث النظام الطائفي المولّد للأزمات والانهيارات، والذي لم يتمخّض على مدى عقود سوى عن تركيز السلطة والثروة والربح والريع لدى القلّة القليلة المتنفّذة، في مقابل تعميم الفقر والعوز والقلق والتهجير في صفوف غالبية اللبنانيين.