الشيوعي اللبناني بـ "عيد الاستقلال" يدعو لإطلاق حراك شعبي تعبوي
يتقدم الحزب الشيوعي اللبناني بالتهنئة إلى الشعب اللبناني بمناسبة العيد الثالث والسبعين للاستقلال، المناسبة التي شكلت محطة تاريخية في مسار لبنان الحديث، من حقّ اللبنانيين أن يحتفلوا بها في كل أرجاء وطننا العزيز. فتحقيق هذا الإنجاز، والمحافظة عليه، كلفتهم دماءً غزيرة على مر السنين. لقد كان لحزبنا شرف الانخراط في معركة الاستقلال في مواجهة الانتداب الفرنسي والمعارك التي تلت ضد العدو الإسرائيلي المحتل وضد مشاريع التقسيم والإرهاب. كما إننا وبأيماننا الراسخ بأن الاستقلال الحقيقي لا يكتمل من دون النضال المستمر للحفاظ عليه وتحصينه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كان حزبنا في الصفوف الأولى في معارك تحرير لبنان من التبعية للخارج وتأمين حقوق العمال والمزارعين والأُجراء وذوي الدخل المحدود والفقراء من شعبنا.
واليوم استبشر اللبنانيون خيراً بانتخاب رئيس للجمهورية، أملاً بالخروج من حال الشلل وتحقيق الوعود بالإصلاح والتغيير الحقيقيين، لكن التحاصص الطائفي مستمر من خلال الصراع على الحصص والحقائب الوزارية بين الثنائيات المذهبية وما يرافقها من تصعيد ذي أبعاد مذهبية غير مسبوقة، وصلت إلى ذروتها في التصاريح المتبادلة بين زعماء الطوائف مباشرة، وبين رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، ما يؤكد أن الأزمة ليست في الرئاسة بل في النظام السياسي الطائفي المولّد لكل الأزمات التي مر بها لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم. إنّ هذا الصراع المستمر سيترجم بالإبقاء على قانون الستين، وبالتالي قطع الطريق على إمكانية إحداث خرق سياسي في اعتماد قانون للانتخابات النيابية على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي والدائرة الواحدة ليعكس التمثيل الحقيقي للشعب اللبناني ويتيح المجال لوصول قوى جديدة تقدمية وعصرية وعلمانية إلى المجلس النيابي. فقط بهذا التغيير الحقيقي يمكن أن يرى اللبنانيون أملاً في مستقبل من دون نزاعات طائفية تهدد استقلالهم وحياتهم وحقهم في وطن آمن ومتطور لهم وللأجيال القادمة.
وفي ظل استمرار هذا التأزم الداخلي المهدد لكيان الدولة ووحدة الشعب، لا بدّ من رفع الصوت في وجه الطبقة الحاكمة التي تحاول تجديد نفسها بوجهيها الطائفي والرأسمالي ورفضاً لهذا النظام الممعن في مصادرة قرار المواطنين واختزاله. ندعو القوى الديمقراطية والعلمانية والشبابية والأهلية والشخصيات الوطنية والديمقراطية كافة، الحريصة على وحدة البلد وتطوره، أن تجمع قواها لإطلاق حراك سياسي وشعبي تغييري من أجل تلبية مطالب أكثرية الشعب اللبناني بالتغيير الحقيقي المبني على تحقيق الديمقراطية الحقيقية والتقدم الاجتماعي والنهوض الاقتصادي. إنّ هكذا حركة من خارج أطر النظام الطائفي هي الوحيدة القادرة على وضع لبنان على سكة الإنقاذ الوطني وبناء الدولة العصرية المتقدمة وإننا في الحزب الشيوعي اللبناني نعد اللبنانيين أننا سنكون في طليعة إطلاق هذه الحركة السياسية الجديدة من أجل التغيير واستكمال معركة استقلال لبنان الذي نحتفل به اليوم.
بيروت في 21 تشرين الثاني 2016
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني