السبت، كانون(۱)/ديسمبر 21، 2024

الشيوعي: ليكن يوم 25 أيار محطة لتحقيق مهام التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا اللبناني

  ادارة الموقع
بيانات
      في عيد المقاومة والتحرير، نوجّه تحية إجلال وإكبار إلى شهداء المقاومة وجرحاها وأسراها، وإلى شعبنا اللبناني الذي دفع الدم الغالي في تلك المواجهة، وانتفض في مختلف المناطق ضد الاحتلال ولم يركع. قدّم كل ما يملك على طريق التحرير والتغيير، طريق التحرر الوطني والاجتماعي، كي يبقى لبنان عزيزاً حصيناً منتصرا. وإحياء المناسبة، هو فعل تقدير وتكريم إلى المؤسسين الأوائل منذ أربعينيات القرن الماضي، لشهداء الحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وكل الذين مشوا على تلك الدرب من المقاومين، من مختلف القوى والأحزاب السياسية والتنظيمات التي حققت إنجاز التحرير...، ومعهم شعوبنا العربية وكل أحرار العالم المكافحة ضد الهيمنة الامبريالية وأدواتها المتمثلة في الكيان الصهيوني وأنظمة الاستغلال والافقار التابعة لها المتهافتة نحو التطبيع المدان مع العدو. والتحية كل التحية إلى فلسطين، قضية العرب المركزية وإلى شعبها البطل وقواه المقاومة ضد الاحتلال حتى التحرير والعودة، وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.

تأتي المناسبة هذا العام، فيما شعبنا اللبناني وحزبنا وقوى التغيير الديمقراطي، يتابعون النضال السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، وفاء للقضية التي استشهد من أجلها كبار قادتهم الوطنيين والسياسيين والنقابيين والمفكرين، وانتصارا لروح انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية، على درب التغيير الحقيقي درب الحفاظ على انجاز التحرير المهدد بالإجهاض بفعل نظام سياسي مولّد للأزمات وسلطة سياسية مرتهنة لأوصيائها في الخارج. 

وتأتي المناسبة أيضاً في ظروف يواجه فيها لبنان، أسوأ أزمة سياسية، اقتصادية واجتماعية؛ تهدّد مصيره ووجوده: التعطيل سمة المرحلة، انهيار شامل لمعظم مؤسسات الدولة وخدماتها الصحية والاجتماعية والتربوية، ارتهان سلطوي وسياسات خاطئة ومشتبه فيها، فراغ وتبعية مفرطة وولاءات مدانة للخارج وهيمنة غربية تتدخل في كل المسارات، قضاء يفتقد للاستقلالية، وحاكم مطلوب للعدالة، وشركائه في السلطة السياسية والمصرفية والقضائية يتحسسون رقابهم فيقومون بحمايته. أطراف هذه السلطة، يتوسلون التدخل الخارجي، همّهم الوحيد هو الحفاظ على مصالحهم والتخندق المذهبي لحماية أنفسهم من المحاسبة؛ فيمارسون القمع وكم الأفواه ومعاقبة المدافعين عن الحريات العامة وعن حقوقهم النقابية والاجتماعية. 

 قطاعات واسعة متوقفة عن العمل، الأموال منهوبة والأتعاب مسلوبة، الغلاء وانهيار العملة الوطنية يلتهمان القوة الشرائية للرواتب والأجور، تعويضات الصناديق الضامنة والودائع الصغيرة تبخّرت ومعها اختفت الضمانات الصحية والاجتماعية للعمال والمهنيين والموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين... البطالة والفقر يقيمان في كل منزل، والتعليم المهمش تخيم آثاره المدمّرة على مستقبل الأجيال القادمة المدفوعة قسرا للهجرة وقد أصبحت أبواب المطارات خيارها الوحيد. الموت تتوزع مروحة أسبابه في المس بالكرامة الانسانية والجوع وضغط الحاجة لحبة الدواء والاستشفاء... 

ولأن التحرير لم يستكمل بالتغيير، فتلك هي حالة وطن هزم الاحتلال وحرّر أرضه بما ملكت أيديه من إيمان بعدالة قضيته. لم يحرر شعبنا ومقاوموه الابطال الأرض ويقدمون أرواحهم كي تحكم هذه السلطة المجرمة التي تمارس الانكار والتهرّب من العقاب بشتّى الوسائل، حتى وصل بها الأمر إلى التفريط بثروة لبنان الغازية والنفطية، وبسيادته الوطنية وبحدوده البرية والبحرية، عبر معاهدة دولية مع الكيان الصهيوني وباتفاق مع مشغليها يصل إلى حدّ العمالة فانصاعت لأوامرها وللوصفات الجاهزة لصناديق الهيمنة والسيطرة للأذرع المالية الأميركية والغربية. همّ المشكلة لا الحل؛ والحل سياسي واقتصادي – اجتماعي في تغيير بنية نظام الارتهان والتبعية والاستغلال الطبقي باتجاه نظام علماني ديمقراطي بديل، يصون التحرير ويحقق التغيير، وأولى الخطوات المطلوبة لذلك هو تصعيد المواجهة ضد كل التسويات الطائفية التي تسعى المنظومة الحاكمة اليوم لإعادة انتاج سلطتها من جديد، والعمل الحثيث لإطلاق مسار جبهة وطنية وديمقراطية قادرة على  قيادة الصراع على مختلف الصعد: من أجل بناء الدولة العلمانية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية ودولة الاقتصاد المنتج . فلنجعل من عيد المقاومة والتحرير عيدا للتحرر الوطني والاجتماعي، عهدا ووفاء للشهداء والجرحى والأسرى ولكل من دفع على تلك الدرب أثماناً باهظة، من أجل وطن حر وشعب سعيد. 

بيروت في 24/5/2023                                                       المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني