الشيوعي: ليكن يوم 25 أيار محطة لتحقيق مهام التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا اللبناني
تأتي المناسبة هذا العام، فيما شعبنا اللبناني وحزبنا وقوى التغيير الديمقراطي، يتابعون النضال السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، وفاء للقضية التي استشهد من أجلها كبار قادتهم الوطنيين والسياسيين والنقابيين والمفكرين، وانتصارا لروح انتفاضة 17 تشرين الوطنية والشعبية، على درب التغيير الحقيقي درب الحفاظ على انجاز التحرير المهدد بالإجهاض بفعل نظام سياسي مولّد للأزمات وسلطة سياسية مرتهنة لأوصيائها في الخارج.
وتأتي المناسبة أيضاً في ظروف يواجه فيها لبنان، أسوأ أزمة سياسية، اقتصادية واجتماعية؛ تهدّد مصيره ووجوده: التعطيل سمة المرحلة، انهيار شامل لمعظم مؤسسات الدولة وخدماتها الصحية والاجتماعية والتربوية، ارتهان سلطوي وسياسات خاطئة ومشتبه فيها، فراغ وتبعية مفرطة وولاءات مدانة للخارج وهيمنة غربية تتدخل في كل المسارات، قضاء يفتقد للاستقلالية، وحاكم مطلوب للعدالة، وشركائه في السلطة السياسية والمصرفية والقضائية يتحسسون رقابهم فيقومون بحمايته. أطراف هذه السلطة، يتوسلون التدخل الخارجي، همّهم الوحيد هو الحفاظ على مصالحهم والتخندق المذهبي لحماية أنفسهم من المحاسبة؛ فيمارسون القمع وكم الأفواه ومعاقبة المدافعين عن الحريات العامة وعن حقوقهم النقابية والاجتماعية.
قطاعات واسعة متوقفة عن العمل، الأموال منهوبة والأتعاب مسلوبة، الغلاء وانهيار العملة الوطنية يلتهمان القوة الشرائية للرواتب والأجور، تعويضات الصناديق الضامنة والودائع الصغيرة تبخّرت ومعها اختفت الضمانات الصحية والاجتماعية للعمال والمهنيين والموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين... البطالة والفقر يقيمان في كل منزل، والتعليم المهمش تخيم آثاره المدمّرة على مستقبل الأجيال القادمة المدفوعة قسرا للهجرة وقد أصبحت أبواب المطارات خيارها الوحيد. الموت تتوزع مروحة أسبابه في المس بالكرامة الانسانية والجوع وضغط الحاجة لحبة الدواء والاستشفاء...
ولأن التحرير لم يستكمل بالتغيير، فتلك هي حالة وطن هزم الاحتلال وحرّر أرضه بما ملكت أيديه من إيمان بعدالة قضيته. لم يحرر شعبنا ومقاوموه الابطال الأرض ويقدمون أرواحهم كي تحكم هذه السلطة المجرمة التي تمارس الانكار والتهرّب من العقاب بشتّى الوسائل، حتى وصل بها الأمر إلى التفريط بثروة لبنان الغازية والنفطية، وبسيادته الوطنية وبحدوده البرية والبحرية، عبر معاهدة دولية مع الكيان الصهيوني وباتفاق مع مشغليها يصل إلى حدّ العمالة فانصاعت لأوامرها وللوصفات الجاهزة لصناديق الهيمنة والسيطرة للأذرع المالية الأميركية والغربية. همّ المشكلة لا الحل؛ والحل سياسي واقتصادي – اجتماعي في تغيير بنية نظام الارتهان والتبعية والاستغلال الطبقي باتجاه نظام علماني ديمقراطي بديل، يصون التحرير ويحقق التغيير، وأولى الخطوات المطلوبة لذلك هو تصعيد المواجهة ضد كل التسويات الطائفية التي تسعى المنظومة الحاكمة اليوم لإعادة انتاج سلطتها من جديد، والعمل الحثيث لإطلاق مسار جبهة وطنية وديمقراطية قادرة على قيادة الصراع على مختلف الصعد: من أجل بناء الدولة العلمانية الديمقراطية، دولة العدالة الاجتماعية ودولة الاقتصاد المنتج . فلنجعل من عيد المقاومة والتحرير عيدا للتحرر الوطني والاجتماعي، عهدا ووفاء للشهداء والجرحى والأسرى ولكل من دفع على تلك الدرب أثماناً باهظة، من أجل وطن حر وشعب سعيد.
بيروت في 24/5/2023 المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني