خطوة "أردوغان" الإجرامية تهدد ليبيا والمنطقة ومصالح مصر والعرب، والاستقرار والسلم العالميين
ولا يخفي على أحد دوافع "أردوغان" لهذه المغامرة الخطرة. فسيطرته على ليبيا، تعني له مكاسب هائلة مترتبة على هيمنته على ثروات ليبيا، مُضافاً إليها عائدات الشركات التركية من إسناد مشروعات بعشرات المليارات لها، فضلاً عن التحكّم في بترول ليبيا، وغازها الطبيعي في ظل مذكرة التفاهم الموقّعة بين الطرفين حول الحدود البحرية بين البلدين، التي تهدد المصالح المصرية واليونانية والقبرصية، ومصالح دول أخرى عديدة، وتتعرض للأمن القومي المصري بشكلٍ لا يمكن قبوله.
ومن جهة أخرى، فالمؤكد أن تمدُّد القوات العسكرية التركية، واقترابها من التخوم المصرية أمر علي درجة كبيرة من الخطورة، وبالذات في سياق احتضان "أردوغان" للعصابات الإرهابية، ولجماعة "الإخوان" وعناصرها، و"لداعش" وفلولها، مع ما نعلمه من مواقفه المُعلنة، المعادية لخيار الشعب المصري الرافض لحكم جماعات الإرهاب، وأيضاً في ظل سيطرة جماعة "الإخوان" علي البرلمان التونسي، وما أعلنه الرئيس التركي، في أعقاب زيارته الأخيرة لتونس واجتماعه برئيسها، عن تكوين حلف «تركى، قطري، تونسي، جزائري»، الأمر الذي يضاعف من مخاطر الوضع ومن تهديده العميق للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
إن هذا الوضع يستلزم أقصي درجات الحيطة والتنبه، ويوجب علي الدول العربية كافة أن تدرك مخاطر الصمت علي تجرؤ البلطجي التركي علي الأمن القومي العربي، وعلي المصالح العربية بمجملها، واضعةً في الاعتبار الدور الاستعماري البغيض الذي يلعبه "أردوغان" في شمال سوريا، واحتضانه لفلول التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك، والتي ستكون ذراعه اليمني في السيطرة علي ليبيا ومقدراتها، وتهديد مصر وأمنها.
وإننا في "الحزب الاشتراكي المصري"، إذ نضم صوتنا إلي صوت كل المخلصين لهذا الوطن في إدانة الخطوات العدوانية التركية الأخيرة، إن الأمل في جماهيرنا العربية بأنها أصبحت هي حاملة لواء التصدي الجذري للاستعمار ومخططات التفتيت المعتمدة على الإخوان وعلى أدواتهم المحلية تركيا وقطر، ونطالب الشعب المصري والشعوب العربية بمقاطعة منتجات الشركات التركية، التي تملأ بضائعها الاستهلاكية شوارع بلادنا منذ فترة حكم الإخوان البغيض، كما ندعو إلي حفز الضغط على جميع الهيئات الدولية، للضغط لمواجهة "أردوغان" و"السراج" وإجبارهم على لتراجع عن هذا المسار الذى يقود المنطقة والعالم مُجدداً إلى تخوم الانفجار ويهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.