الإثنين، كانون(۱)/ديسمبر 23، 2024

الحزب الشيوعي العراقي : محنة الكادحين والفقراء في زمن الوباء وواجب الحكومة

  الحزب الشيوعي العراقي
عربي دولي
تتفاقم محنة الملايين من جماهير شعبنا المحرومين، مع مرور ايام حظر التجوال ومع تمديدها الذي لا بد منه لمواجهة خطر فايروس كورونا وكارثته الداهمة.

ففي بلادنا اليوم ما لا يقل عن عشرة ملايين من المواطنين الفقراء، الذين يقع معظمهم تحت خط الفقر وفقا لارقام وزارة التخطيط. وهؤلاء هم عمال المساطر واصحاب البسطيات والكسبة من مختلف الانواع وغيرهم، ممن يصارعون يوميا في الاحوال الاعتيادية من اجل تأمين لقمة خبزهم وقوت عائلاتهم. وما اكثر ما يعودون خائبين، عاجزين عن سد جوع صغارهم المتضورين.

ولنا ان نتصور حال هؤلاء المسحوقين اليوم في ظل الحظر، الذي يحرمهم حتى من فرص العمل البائسة المشار اليها وغير المضمونة، ويسلبهم كل قدرة على إطعام الافواه الجائعة التي تنتظرهم في بيوتهم العشوائية.

ومع التقدير الصادق لحملات الاغاثة التي يقوم بها كثير من المواطنين الغيورين والجهات المخلصة في اطار حملات التكافل الاجتماعي، الا ان هذه الجهود النبيلة ابعد كثيرا جدا من ان تسد احتياجات الملايين من الناس.

فكيف يمكن للمنكوبين التحمل في مثل هذا الحال، والتقيد بالحظر الذي لا شك في ضرورته لمواجهة الكورونا وإبعاد شرها؟

واذا لم يتحملوا ولم يتقيدوا وهم بالملايين، فأي معنى يبقى للحجر والحظر وللمقاومة كلها ضد الوباء؟

انها مأساة كبيرة اخرى تحيق بشعبنا، ولن تقل وطأة عن مأساة كورونا اذا لم يتحرك المسؤولون والجهات المعنية عاجلا لمواجهتها ودرئها، ولمعالجة المشكلات الاخرى التي تثقل كاهل عامة المعدمين والفقراء والكسبة وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين وغيرهم، ممن يشكلون بمجموعهم غالبية شعبنا العراقي.

ان هناك العديد من التدابير السريعة التي يمكن ويتوجب القيام بها لمعالجة الموقف:

اطلاق مواد البطاقة التموينية وإيصالها الى الوكلاء في الحال، مع زيادة وتنويع مفرداتها وتحسين قيمتها الغذائية، والا فتجهيز العوائل بوجبة تموينية كاملة لشهرين اولا، على ان يتم توزيعها بالمجان او مقابل مبلغ زهيد جداً.

منح مستحقي الرعاية الاجتماعية والمتقاعدين راتبا عاجلا لشهرين على الاقل.
منح اصحاب البسطيات والاكشاك والعاملين بأجر يومي مبلغا مقطوعا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.
منح عمال المساطر (البناء) واصحاب الحرف كافة مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.
منح ذوي الاحتياجات الخاصة مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.
منح الخريجين العاطلين عن العمل مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.
دعم اسعار قناني الغاز، كذلك اسعار النفط والطحين المجهزين لافران الصمون والخبز في المناطق الفقيرة بشكل خاص، كي يباع الصمون باسعار منخفضة.
اعفاء المواطنين من اجور الكهرباء والماء لشهري آذار ونيسان على الاقل.
إعفاء دفع ايجارات البيوت والمحلات التجارية والاقساط المستحقة على اختلاف انواعها، ما دام منع التجوال ساري المفعول.
عدم استقطاع اية مبالغ من رواتب ذوي العقود والاجور الموقتة خلال فترة الحجر ومنع التجوال.
الاسراع في تعيين خريجي كليات الطب والمهن الصحية ليلتحقوا بالمستشفيات على الفور.
ان هذا كله يستلزم، بجانب توفير المبالغ المطلوبة لمواجهة وباء كورونا وتسخير امكانات الدولة ومؤسساتها لهذ الغرض، تأمين الاموال اللازمة للأغراض اعلاه من خارج المخصص في ابواب الخدمات، والذي هو شحيح اصلا.
ويتطلب هذا في ما يتطلب، تنفيذ المقترحات السابقة بخفض رواتب ومخصصات ذوي الدرجات الخاصة الى النصف، ولمدة شهرين على الاقل، اضافة الى ضغط نفقات الدولة غير الضرورية. كما يتطلب تطبيق فكرة تأسيس صندوق خاص، توضع فيه تخصيصات الدولة والتبرعات المحلية والخارجية وما يستقطع من الرواتب العالية.
ان كافة الجهود يجب ان تتضافر وتنصب على درء كارثة الوباء وشبح الجوع عن بنات وابناء شعبنا، وعلى اطلاق شتى المبادرات لتعزيز وتطوير التعاضد والتكافل الاجتماعيين.