عنصريون فوقيون في أميركا كما في لبنان...
ترامب هو الوجه الأكثر وقاحةً لها، لكنّه ليس فرداً بل نهج متأصّل لدى تيار واسع ووازن يتحكّم بالسياسات كما بالاقتصاد والأمن. منذ عقود قليلة كان يمنع على السود ركوب وسائل النقل التي يستقلّها البيض في أميركا نفسها. جاهدوا سلمياً وعنفياً كي ينالوا حقوقاً إنسانيّة أساسيّة. اليوم العنصرية تتمدّد ضد المهاجرين جميعاً، عرباً وآسيويين ولاتينيين. بعد الكورونا، صار دور المهاجرين الصينيين ليتلقوا وابل الهجمات العنصرية والتنمّر الاجتماعي، بعد أنّ وصّف ترامب الكورونا بالفيروس الصيني.
ليست العنصرية حكراً على مجتمع معيّن. الطائفية شكل من أشكال العنصرية، وهي سائدة في لبنان، ومعها الخوف الدائم من الغريب اللا - لبناني. بلديات تمنع بيع العقارات إلى مذاهب معينة، كما منعوا السود من ركوب الحافلات العامة، وسط تغطية سياسية وازنة. نوّاب وقياديون في أحزاب حاكمة شغلتهم الشاغلة تخويف اللبنانيين من اللاجئين السوريين، ويبنون جلّ خطاباتهم الشعبوية على هذا التخويف. آخرون، مهمتهم اللاجئون الفلسطينيون، ليصبّوا عليهم فوقيتهم وعنصريتهم وليحمّولهم مسؤولية كلّ المآسي والمصاعب التي تحصل في لبنان. بعضهم لجأ إلى التعامل مع العدو الصهيوني ضدّ الفلسطينيين وبعضهم الآخر حاصر المخيمات وجوّعها. العاملات المنزليات يأتين من أفريقيا وآسيا إلى الجحيم في لبنان، حيث نظام الكفالة يوازي نظام العبودية القديم. بعضهم الفاشي يريد قتل المتظاهرين، وآخرون أرسلوا بلطجيّة لضرب من يعترض.
العنصريون والطائفيون والفوقيون حالة متجذّرة في بلدنا كما في بلاد العم سام الإمبرياليّ. وجوه مختلفة لمضمون واحد مثير للاشمئزاز.