مسيرة مشاعل وتحية فنية في صيدا دعماً لانتفاضة شعب فلسطين
وتحت هتافات "تحيا فلسطين" وعلى وقع الأناشيد الثورية، انطلقت المسيرة من أمام مبنى بلدية صيدا في ساحة النجمة، وجالت في شوارع السوق القديم، وصولاً إلى ساحة سوق المدينة، وتقدمها أطفال من الكشاف رافعين العلم الفلسطيني والمشاعل. ثم استكمل النشاط بالمهرجان الفني.
بداية مع النشيدين الوطني اللبناني والفلسطيني. ثم ألقت الانسة ناهدة حليمة كلمة باسم المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية، وقالت "حين تنهار الدول يَكثُرُ المنجّمون والمتسوّلون والمنافقون والمدّعون، وبعد انهيار مشروع الإدارة الأمريكيّة في منطقتنا حيث تصدّت الشعوب للقوى الظلاميّة الرجعيّة المتمثّلة بالجماعات التكفيريّة المتشددة، ظهر ترامب الملعون، رأس هرم السياسة الأميركيّة العدوانيّة، المصابِ بجنونِ العظمة ليعلن القدس عاصمة للكيان "الإسرائيلي" المحتل الغاصب بكلّ ثقة!! معتبراً بأنّ في مثل هذا القرار يمكن لأميركا أن تفرض على أحرار أمّتنا واقعاً لا تراجع عنه!! لكنّ إرادة الشعوب كانت أقوى من عنجهيّة دولة تتخبّط جرّاء هزيمتها وتداعي نفوذها؛ بدليل أنّ العالم بـ "معظمه" تقريباً اعتبر في جلسة مجلس الأمن الدولي وجلسة "الجمعية العامّة للأمم المتحدة" الأخيرتان".
وأضافت "أنّ قرار ترامب مردوداً؛ وانطلقت التحرّكات الشعبيّة والفعاليّات التضامنيّة في كلّ العالم العربي والدولي، مؤكّدة في شعاراتها ومواقفها أنّ القدس عاصمة أبديّة لفلسطين، وبأنّ فلسطين ستبقى دائماً قضيّة القضايا وهويّة لكلّ حرّ ثائر في وجه كلّ ظالم ومحتل. وكالعادة انتفض الشعب الفلسطيني متصديّاً لهذا القرار الهزيل بالعنفوان والأبدان، أطفالاً، شيوخاً، نساءً ورجالاً. وسطّروا كالعادة أيضاً، أروع البطولات التي ننحني إجلالاً لعظمتها".
وتابعت "ونخجل أمام صلابتها وعزمها وثباتها، فما كان ابراهيم أبو ثريّاً الذي أبى جسده إلّا أن يعانق نصفه الآخر المغروس في تراب فلسطين ليرتقي شهيداً إلّا رسالة بمنتهى الوضوح، مفادها أنّ هذا الشعب لن يكلّ، همّه أن يستقلّ، وما اعتقال عهد التميمي ابنة الـ 16 ربيعاً، أيقونة الانتفاضات الفلسطينيّة، إلّا دليل عافية أنّ الأجيال السابقة واللاحقة متمسكّة بخيار المقاومة والكفاح المسلّح كخيارين ثابتين حتّى تحقيق حقّ العودة وكامل الحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني منذ 48 ، وغيرهما من النماذج الحرّة من شهداء وأسرى ومعتقلين، الذين باتوا مرجعاً لكلّ حركات التحرّر في العالم أجمع".
وقالت "في المقابل رأينا بأمّ أعيننا، المتسوّلون والمنافقون يستقبلون دون خجلٍ، الخبيث ترامب الذي أثبت أنّه الرجل الأكثر خطورةً على القضيّة الفلسطينيّة في الوقت الراهن، ويقدّمون له المئات من مليارات الدولارات لينالوا رضاه بصورةِ مذلّةِ، في حين أنّ شعوبهم يقتلها الجوع وتتآكلها المآسي، ويهلّل له مدّعوا العروبة على قراره دون أن يرفّ لهم جفن أو يرهف لهم قلب أو تباغتهم زلّة ضمير!! وتطأٌ أقدامهم النجسة أرض فلسطين الطاهرة في محاولة حقيرة ووقحة للتطبيع مع عدو الإنسانيّة!!
مع انهيار الدول تحاك الدسائس والمؤامرات، وتكثر النصائح من القاصي والداني، وتطرح المبادرات من القريب والبعيد، ويتدبّر المقتدر أمر رحيله والغني أمر ثروته، ويصبح الكلّ في حالة تأهب وانتظار، ويتحوّل الوضع إلى مشروعات مهاجرين، ويتحوّل الوطن إلى محطّة سفر، والمراتع التي نعيش فيها إلى حقائب، والبيوت إلى ذكريات والذكريات إلى حكايات.
فكم من دسائس ومؤامرات حيكت لتصبح فلسطين مجرّد ماضٍ عابر؟! وكم من نصائح من قاصٍ ودانٍ قالت، أنّ الحل في السلام؟! وكم من مبادرات طرحت ومفاوضات بطحت في سبيل الإبقاء على وجود الاحتلال والتعايش معه؟! وكم من شعبنا الفلسطيني هجّر وكيف تحوّل الوطن إلى محطّة سفر لا تغلق أبوابها؟! وكيف باتت بيوتنا ذكريات وذكرياتنا حكايات؟".
واختتمت بالقول "نقيم مهرجاننا اليوم في مدينة صيدا، مدينة الشهيد معروف سعد، صيدا، بوّابة الجنوب وعاصمة المقاومة، التي لم تقبل يوماً أن تخضع لإرادة الظالم والظلم، والتي واجه أهلها وشعبها الفلسطيني واللبناني جنباً إلى جنب، واجهوا جيش الاحتلال الاسرائيلي مواجهة شرسة، أرغمت عدو الانسانيّة إلى الانسحاب منها مكسوراً مذلولاً، من أجل تأكيد تضامننا المستمر مع الحق ولأجل القضيّة الأحق، مع فلسطين وعاصمتها القدس، فلسطين وعاصمتها القدس، ولكي نحيّ مقاومة الشعب الفلسطيني المستمرّة التي أنهكت الاحتلال وجعلته يزداد ارتباكاً وجزعاً ولقرار ترامب الذي جعلته بلا قيمة فعليّة ومجرّد هراء وكلام في هواء.
عاشت فلسطين والقدس عاصمتها الأبديّة / عاشت نضالات الشعب الفلسطيني الجبّار".
تحية فنية
واختتم النشاط، بلوحات فنية متنوعة تحية إلى أبطال فلسطين، لكل من:
- فرقة جيل العودة.
- مشهدية من أبيات الشاعر محمود درويش، قدمها أطفال جمعية ناشط.
- قصيدة "من في القدس الا انت"، للشاعر المقدسي تميم البرغوثي. ألقاها الشبل في جمعية الادب والثقافة نضال الابريق.
- أغاني الثورة والانتفاضة قدمها الفنان الفلسطيني محمد الأغا غناءً وعزفاً على العود.