الثلاثاء، تشرين(۲)/نوفمبر 12، 2024

كلمة رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيان في تظاهرة عيد العمال

  المحامي حسن بيان
متفرقات
تحية لثوار فلسطين وعمال لبنان وكل كادحيه كلمة رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيان في تظاهرة عيد العمال.

استميحكم عذراً قبل ان اتوجه بالتحية اليكم، ان اتوجه بالتحية باسمكم الى ثوار فلسطين، الى شبابها وشاباتها الذين يتصدون باللحم الحي في حرم الاقصى بالقدس الشريف للصهاينة مستوطنين وقوات امنية، ونقول لهم ان هذا الحشد الذي التأم اليوم في بيروت احياءً لعيد العمال ، يحتضن قضية فلسطين وينتصر لانتفاضتها ضد الاحتلال وضد التطبيع وضد كل اشكال الاستلاب الوطني والقومي الاجتماعي . فكل التحية لهذا الشعب الصامد ،الصابر والمقاوم ومنه نستمد العزم والتصميم على التغيير ، وما النصر الا صبر ساعة.

ايها الاخوة والاخوات ،ايها المناضلون الذين قدمتم من كل صوب وحدب، نلتقي اليوم لإحياء هذه المناسبة التي هي مناسبة وطنية بامتياز ،وفي هذا الموقع المطل على مسرح جريمة العصر ، فلكي نوجه رسالة واضحة لهذه المنظومة السلطوية ، بان المسؤولية انما تقع عليها وبكل اطرافها ،من اعلى الهرم الى ادناه . ونقولها وبأعلى الصوت اننا نستبق التحقيق، ونرفض ان تصور هذه الجريمة التي اود ت بحياة المئات من الضحايا وهدمت وصدعت احياء بكاملها وهجرت عشرات الالوف من منازلهم وكأنها ناتجة عن اهمال وظيفي.

ان اي توصيف من هذا النوع مرفوض شعبياً ،لان الذي حصل في الرابع من اب هو جريمة موصوفة ، هي جريمة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم ، وهي بالتالي جريمة عمدية لأنها نتيجة فساد المنظومة وفساد الدولة العميقة الذي لم يعد يقتصر على الطبقة السياسية العليا وحسب ،بل تغلغل في كل مفاصل مؤسسات المرفق العام من ادارية وقضائية ومالية وحتى وصلت الى المؤسسة الامنية.

من هنا فإن قضية تفجير المرفأ بكل تداعياتها وانعكاساتها هي قضية وطنية لنا كما لذوي الضحايا والمتضررين وكل الشعب الذي نزل الى الشوارع والميادين مطالباً بالتغيير واقامة الحكم الرشيد واستعادة الدولة لوظيفتها كدولة رعائية وحمائية وعدالة اجتماعية.

وان نحيي هذه المناسبة في ظل هذا الواقع المعيشي الصعب ،فإنما نحييها وقضية إنصاف العمال وتوفير الضمانات الاجتماعية لهم من اجل حياة حرة كريمة ،لم تعد قضية شريحة محددة من شرائح المجتمع اللبناني ، بل باتت قضية الشرائح العظمى من الشعب اللبناني بعدما سحقته السلطة ،وحرمته من ابسط حقوقه الطبيعية في المأكل والمسكن والتعليم والاستشفاء ، اخيراً وليس اخراً ، قامت بالتواطؤ مع لوبي المصارف بالسطو على اموال المودعين.

ان هذه السلطة التي افقرت الشعب من خلال النهب المتمادي للمال العام واعتماد الزبائنية في الوظيفة عطلت دور المؤسسات الرقابية ، وراكمت الدين العام ، ادى فسادها الى تحويل نافذة بيروت البحرية الى انقاض. لكن لن نقف على اطلالها باكين. لان هذه السلطة الذي لم تفرج عن قانون استقلالية السلطة القضائية ولم تصدر تشكيلاتها لحسابات فئوية ،هي سلطة يجب محاسبتها بالسياسية اولاً وبالقضاء قانياً . وهذا المحاسبة لا تستقيم الا بإسقاطها السياسي بعد الاسقاط الاخلاقي الذي يعتبر من اهم انجازات انتفاضة تشرين.

في هذه المناسبة ،نقول ان هذه المنظومة السلطوية عاجزة عن تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي لان فاقد الشيء لا يعطيه. ولهذا نقول ان المدخل الطبيعي لتحقيق الاصلاح الجدي هو اعادة تشكيل السلطة على اسس وطنية وعلى اساس قانون انتخابي وطني وعادل . وحتى تمارس مهامها بتطبيق احكام المساءلة والمحاسبة لناهبي المال العام ،واسترداد الاموال المنهوبة ،والاسراع بالتحقيق الجنائي ،واجراء اصلاح مالي وفق نظام ضريبي تصاعدي ،والحد من الاعتماد على الاقتصاد الريعي واعادة بناء الاقتصاد الوطني المنتج ، واتخاذ الاجراءات الرداعة لوقف التهريب والتهرب الضريبي ،واخراج لبنان من ابتزاز معادلة العتمة او استمرار الصفقات المشبوهة في ملف الكهرباء.

في هذه المناسبة نقول ان لبنان بلد منهوب وناهبوه معروفون بالأسماء والصفات والمواقع،

والشعب عندما انتفض ، فإنما انتفض لأجل ان يسترد حقوقه السياسية والاجتماعية . وانتفض لأجل عيش كريم وليس لأجل كرتونة اعاشة. وانتفض لأجل ان يعيد الحركة النقابية الى حاضنتها الوطنية .

ان الشعب انتفض لأجل هيكلة الاقتصاد الوطني وفق متطلبات الانماء الوطني وليس لأجل الالتجاء الى صندوق النقد الدولي. فلا قوية، لشروط هذا الصندوق ونقولها بصوتٍ عالٍ، "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".

اننا نرفض اعادة تعويم المنظومة السلطوية بمبادرة من هنا او من هناك. ونرفض التشاطر على الشعب ، ومن يراهن على تعبه ،فليعرف انه لم يعد لديه ما يخسره. وعليه فلنعمل لأجل تحالف وطني عريض لاستعادة مشهدية الانتفاضة في اشهرها الاولى لأجل تعديل موازين القوى بقوة ضغط الشارع وديموقراطية تعبيراته السلمية في مواجهة العنف السلطوي وفرض التغيير بقوة الارادة الوطنية ومشروعيتها الشعبية.

تحية للعمال في عيدهم وتحية للقوى الشبابية في حراكها ، وتحية لأرواح الضحايا الذي سقطوا ضحية فساد السطلة وتآمرها على هذا الشعب ،ودمهم برقبتها وعليها ان تتحمل المسؤولية الجنائية والسياسية وما يترتب على ذلك من نتائج.

عشتم وعاشت الطبقة العاملة في لبنان والوطن العربي والعالم وعاشت الانتفاضة الشعبية والى موعد في الساحات والميادين.