يدين الحزب الشيوعي اللبناني الاعتداءات المتكررة على المنتفضين في ساحات لبنان، من بيروت إلى صيدا والنبطية والفاكهة، والذي قامت به جهات معروفة وتحت أعين قوى الأمن، من دون أن تحرك ساكناً لمنعهم أو اعتقالهم.
وبعد أكثر من خمسين يوماً على الاستقالة، وأكثر من ستين يوماً على بدء الانتفاضة الشعبية المتواصلة، أفرجت السلطة السياسية عن استشاراتها بالأمس، بتسمية رئيس مكّلف للحكومة اللبنانية. لقد أمضت المنظومة السياسية الحاكمة كل تلك المدة وهي بحالة من الانكار والرفض لما يجري في الشارع، مضافاً إليه، حملات القمع والتخوين والبلطجة المتنقلة بين الساحات، واستدراج الخطاب الطائفي المتفلت من كل ضوابط.
في الوقت الذي تواصل فيه السلطة السياسية رفضها لتلبية مطالب الانتفاضة، تزداد وتيرة التدخلات والضغوط الخارجية، لا سيما الأميركية منها، المالية والنقدية، من خلال الزيارة غير المرحّب بها التي يقوم بها الموفد الأميركي ديفيد هيل إلى لبنان.
نفذ عدد من المحتجين اعتصاماً يوم الاثنين 30 كانون الأول الجاري، أمام مصرف لبنان في بيروت وصيدا، رافعين لافتات تطالب باستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين.كما رددوا هتافات تندد بالسياسة والهندسات المالية المتبعة والمجحفة في حق اللبنانيين، ومطالبين بإجراء قيود مصرفية أكثر عدالة ووضع إطار زمني واضح لهذه القيود واستثناء صغار المودعين وحسابات التوطين وتطبيقها فقط على كبار المودعين، ودعوا إلى استثناء القروض التعليمية من تبعات الانهيار عبر فرض مصرف لبنان قرار رسمي يضمن تحييد الطلاب من تبعات الانهيار، وتوفير السيولة لاستمرار قروض التعليم.
في ظلّ الواقع السياسي الاقتصادي الحالي، نتيجة للسياسات النيوليبرالية التي اتّبعتها الدولة اللبنانية في تهشيم القطاع الزراعي وفي جعل السوق اللبنانية تابعة للأسواق العالمية بدلاً منها مستقلة منتجة، يدعو الحزب الشيوعي اللبناني البلديات والقرى والمدن والأفراد للانضمام إلى المبادرة الزراعية.