الفزّاعة والوحش الحقيقي
لا جديد تحت شمس هذا الصيف: اليمين اللبناني يمدّد سلطته، من الموازنة حتى القضاء على الأحراج في عين دارة وسدّ بسري وأزمة النفايات المرتقبة، حتى منع حفلة موسيقية بحجّة المسّ بالمقدّسات، والممارسات العنصرية اليومية. اليوم يمأسس اليمين إقصاءه للطبقة العاملة عبر مداهمات ترهيبية ل"تطبيق" قانون عمل على المهمشين فقط، على المستضعفين فقط، على من لا يملكون إلّا فتات الفتات.
اللاجئات واللاجئين -تماماً كما في حفلة الجنون الحاصلة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية- هم المستهدفون الأساسيون في هذه الحرب. الفاشية اليوم تلقي اللوم على اللاجئين في كل شيء. الكهرباء، المياه، غياب فرص العمل، انقراض الثدييات، كلّه يحصل بسببهم، ويجب وبشكل سريع التخلّص منهم.
اليمين اللبناني وكعادته، يستورد الأسوء من الغرب ويلبننه. يضرب اليمين بيد من حديد إذاً، ليس الطبقة العاملة اللبنانية فحسب، بل كل الجنسيات، دافعاً بأفراد هذه الطبقة ضدّ بعضهم البعض، ليصدّق اللبناني واللبنانية بأن العمّال من الجنسيات الأخرى هم أعداؤهم، لا النظام.
في لبنان، هناك تفصيل إضافي صغير: هناك لاجئون فلسطينيون. والحملة اليوم على العاملات والعمّال الفلسطينيين تعمل في نفس اتّجاه صفقة القرن، لطردهم من المنطقة، ليكون البحر بينهم وبين فلسطين، ظنّاً منهم بأن المسافة كفيلة بالنسيان.
يقول التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ((IPCC، بأنّ لدينا 18 شهراً للحدّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون (يجدر خفض 45% من الانبعاثات الحالية)، وإلّا فالتغييرات المناخية ستكون غير قابلة للتصحيح. وهذا يعني بأن الشكل الحالي للحياة على الأرض سوف يتغيّر. على الجميع أن يعي دور الرأسمالية في صنع الوضع الذي نحن عليه اليوم.
في هذه الأيام التي نعيش، والتي يبدو أنها السنين الاخيرة للبشرية بالشكل الذي عرفته لملايين السنين، هناك القليل من الأمل المتبقّي، في بلاد متوزّعة هنا وهناك. في فنزويلا مثلاً، عند شعب يعمل دون كللً لبناء الاشتراكية.