الإثنين، كانون(۱)/ديسمبر 23، 2024

"الشيوعي الأميركي": انهضوا وتظاهروا فداءً لجورج فلويد

  الحزب الشيوعي الأميركي
عربي دولي
يضمّ الحزب الشيوعي الأميركي صوته إلى عموم سكّان مينيابوليس المطالبين بالتوقيف الفوريّ لأفراد الشرطة الذين قتلوا جورج فلويد بدمٍ بارد. إنّ الجريمة التي استمرّ ارتكابها لمدّة ثماني دقائق حصلت على مرأى ومسمع العالم كلّه. وتؤكّد هذه الحادثة أنها كانت إعداماً علنياً من قبل الشرطة الأميركية. وقد أثارت المماطلة في عدم توقيف الفاعلين موجة احتجاجات عارمة عمّت ولاية مينيابوليس ومحيطها. شعار هذه الاحتجاجات كانت الجملة الأخيرة التي قالها فلويد قبل وفاته: "لم يعد بإمكاني أن أتنفّس" فتحولت هذه العبارة إلى لازمة رددها ملايين الأشخاص الذين لن يهدأ لهم بال في حال لم تأخذ السلطات المعنية بالإجراءات الآيلة إلى تحقيق العدالة.

ليس المتظاهرون من تسبّب بحادثة مينيابوليس بل هو النظام السياسي الذي يقوم على مأسسة العنصرية والعنف فاتحاً الباب أمام أحداث مشابهة حصلت في الماضي. إنّ هذه الاعتداءات العنصرية تتكرّر مراراً وتكراراً وفي أغلب الأحيان لا تؤخذ على محمل الجدّ بالنسبة إلى التحقيقات التي تلي هكذا أحداث.
إنّ العبارة المهينة التي تلفّظ بها ترامب ضمن تغريدته " عندما يبدأ النهب، فإنّ إطلاق الرصاص يبدأ معه أيضاً" يمثّل استخفافاً كبيراً بمشاعر المواطنين. وكلنا نتذكر كيف أمر ترامب بوقاحة شديدة القوى الأمنية بأن يطلقوا النار على المهاجرين بمحاذاة الحدود الأميركية - المكسيكية. في حقيقة الأمر فإنّ أعمال العنف لا طالما كانت ضمن أجندة عمل ترامب ويمكننا القول في هذا السياق أن ترامب وحده هو المارق برتبة رئيس.

إنّ استعمال ترامب لسلاح العنصرية سيؤدّي به إلى خسارة مؤكدة في انتخابات تشرين الثاني المقبل. وعلاوةً على ذلك، فإنّ نخب البلد كلها في انتظار تحميل ترامب وباء العنصرية في البلاد من المشرعين إلى أعضاء الكونغرس وحكّام الولايات ورجال الكنيسة والمؤسسات الاجتماعية. ما يجب فعله في المقام الاوّل هو تطهير الشرطة من العناصر التي تنتمي وتؤيّد أفكار النازيون الجدد والفاشيون العنصريون. وهذا الاجراء يجب أن يقترن بإجراء إصلاح شامل لمؤسسة الشرطة في البلاد.

إنّ تراكم الأحداث العنصرية ضدّ الأميركيين الأفارقة ما هو إلّا تجلّي لانعكاسات وباء كورونا المستجدّ على الطبقة العاملة بجميع شرائحها. فهم الذين يلقون حتفهم بمعدلات هي الأعلى بين مكونّات المجتمع الأميركي وهم في صفوف المواجهة الأمامية أيضاً لتقديم العلاج إلى مرضى الكورونا.

يدعو الحزب الشيوعي الأميركيّ جميع أعضاءه ومناصريه للمشاركة في جميع التظاهرات التي تحصل والمطالبة بالحقّ والعدالة عبر شتّى الطرق والوسائل. إنّ قلوبنا ومشاعرنا جميعاً تصبّ في تقديم واجب العزاء والتضامن مع عائلة فلويد والذي بالمناسبة بكى والدته عندما قام أحد أفراد الشرطة بتثبيت فلويد على الأرض ومسك رقبته بطريقة عنيفة جداً. نقول في هذه المناسبة أننا علينا أن نستنهض قوانا جميعاً ونناضل مع الملايين الذين يطالبون بالعدالة في هذه الأثناء.
الحزب الشيوعي الأميركي