القدس عنوان التحدي
القدس ستبقى عاصمة فلسطين، القدس ستبقى الشامخة الأبية المقاومة تدفع اليوم ثمن إصرارها على تحرير الأرض المغتصبة لأنها كانت وماتزال حاضنة المقاومة في وجه التمدد الصهيوني، رغم اشتداد الضغوط على الشعب الفلسطيني فالصنيعة الاستعمارية التي جثمت على صدر فلسطين بوسائل غير مشروعة نتيجة صمت مجتمع دولي حمل لواء إعادة الحقوق وتشريع وسن القرارات العالمية والتي تكيل بمكاييل مختلفة وليس بمكيالين فقط تمنح الدعم للمحتل الصهيوني ليتمادى أكثر وتمنح الترخيص له ليدمر ويقتل ليس على مستوى فلسطين فحسب بل على مستوى المنطقة بهدف تنفيذ المخطط الصهيو امريكي المدعوم من قبل القوى الاستعمارية والرجعية.
أن دماء الشهداء على بوابات المسجد الأقصى رسالة واضحة بأن الانتفاضة مستمرة وأن الشعب لن يستسلم فإرادته حية وعزيمته ماضية، وهذا يستدعي وحدة الموقف لمواجهة الغطرسة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني والمرابطين والمصلين في المسجد الاقصى.
إن حكومات الاحتلال الصهيوني المتعاقبة تسعى لتهويد الأرض في فلسطين المحتلة خلافاً لكل المواثيق الدولية وتعمل على استكمال المخطط الاستعماري الهادف إلى تجزئة المنطقة عبر زرع بذور الطائفية والعرقية والإثنية وصولاً إلى تقسيم الأرض ومن عليها إلى مقتطعات جغرافية وديموغرافية فتصبح المرجعية الأكبر لما يدعى بالدولة اليهودية المغروسة شوكة في خاصرة الأمة العربية وورماً سرطانياً تمتد خلاياه إلى مختلف أنحاء الجسد العربي.
من هنا نؤكد بأن نضال الشعب الفلسطيني لتحرير أرضه المغتصبة لا يمكن إلّا أن يتم عبر المقاومة وهذا يتطلب من جميع القوى الحية والشعوب العربية والصديقة دعم صمود الشعب الفلسطيني للتصدي للإجراءات الصهيونية التصعيدية ضد المسجد الأقصى وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية ورفض كل الإجراءات والسياسات العنصرية والتهويدية التي ينفذها الكيان الصهيوني بحق هذه المدينة العربية المقدسة.
إن فلسطين لاتزال قضية كل إنسان عربي على الرغم مما تعانية المنطقة ودولها من مواقف تآمرية من اغلبية النظام الرسمي العربي المنخرط في التآمر على القضة الفلسطينية ولا نجد تفسيراً لحالة الصمت، الا أن المسيرة من أجل القدس ستظل مستمرة حتى يتحرر التراب الفلسطيني من الاحتلال وتعود القدس عاصمة لكل فلسطين.
أمام كل ذلك ونحن نرى تحرك الجاليات الفلسطينية في أوروبا وتحرك الشعوب في تونس والمغرب والجزائر وخاصة في لبنان، فهذا التحرك الداعم لفلسطين وشعبها يستند إلى التمسك بالقيم الوطنية والقومية وتعزيز القدرة على التحرك والفعل والتأثير في جبهات وميادين لا تقل أهمية عن الجبهات النضالية والسياسية الرسمية في ظل الظروف التي تعيشها القدس وباقي المدن الفلسطينية، وهذا يدعونا إلى التمسك بكل ذرة تراب من فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة.
إن أمريكا بدأت تشعر أن مشروعها قد فشل في العراق وسوريا وأن هذا الفشل سيفتح الطريق إلى فلسطين ما يؤدي إلى انتهاء مشروعها الشرق أوسطي في مزبلة التاريخ،لذلك فإن معركة فلسطين ليست معركة الشعب الفلسطيني وإنما تخص كل الأمة العربية واحرار العالم،لذلك يبقى امل الشعب الفلسطيني ان تقف معه كل القوى الحية في هذه المعركة الصعبة والفاصلة وأن الشعب الفلسطيني ومنذ أن بدأ ثورته المسلحة عام 1965 كان مستعداً ليكون رأس الحربة فكان صموده وتضحياته وانتفاضاته في التصدي للمؤامرات التي كانت تستهدف حقوقه الوطنية المشروعة وافشهالها .
إن الشعب الفلسطيني الذي يتصدى بصدروه العارية وبدماء شباب وشابات فلسطين يوجه رسائل وطنية وقومية أن الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين أمة واحدة وشعب واحد في التصدي للمشاريع الصهيونية الغاشمة وأن دفاعه عن الأرض هو دفاع عن الكرامة والعروبة والانتماء لفلسطين.
ختاماً: إن القدس هي شرف الأمة، وإن حق العودة مقدس ولا يقل أهمية عن الحق في القدس وان الشعب الفلسطيني مؤمنا بوحدة الارض والشعب والقضية فهو متمسك بخيار الانتفاضة والمقاومة وبالقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ولن يتنازل عن ذرة تراب من ثرى ارضه مهما تعاظمت المؤامرة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، فهذا الشعب العظيم يقاوم ويناضل ويقدم الشهيد إثر الشهيد ويتحمل شراسة العدو وغطرسته وجبروته ولم يبال كما لم تزده شراسة العدو إلا قوة وثباتاً لنيل حريته وتحرير الأرض والإنسان.
كاتب سياسي