التغوّل الاستيطاني في ظلّ "كورونا"... نفق استيطاني جديد أسفل القدس
طرحت سلطات الاحتلال مخططًا استيطانيًا جديدًا، لبناء نفق سكة حديد تحت الأرض في مدينة القدس المحتلة، يصل إلى تخوم المسجد الأقصى، مستغلة الانشغال بأزمة كورونا.
وفي تقريرٍ صادر عن المركز "العربي للتخطيط البديل" في فلسطين المحتلة، والمتخصص في مجالات الأرض والتخطيط والتنمية، ورد أنّ "الاحتلال أعلن عن المخطط، وبدأ التحضير له في فترة الطوارئ التي تم الإعلان عنها مؤخرًا من قبل الحكومة الاسرائيلية، خشية انتقال عدوى كورونا".
وأضاف المركز أنه جرى الإعلان عن قرار ما تُسمى اللجنة القطرية للبنى التحتية الصهيونية، الصادر عن جلستها يوم 17 آذار/ مارس الماضي بالمباشرة بتحضير المخططات "تاتال 108 (أ) وتاتال 108"، وكلاهما يتمتع بوضعية مفضلة تسمى "مخطط بنية تحتية قطرية".
وأوضح أن المشروع الأول يتعلق ببناء نفق سكة حديد تحت الأرض يصل ما بين غربي القدس ومنطقة باب المغاربة وصولًا إلى تخوم المسجد الأقصى، بينما يتعلق الثاني ببناء سكة حديد فوق الأرض في أحياء القدس المختلفة.
وأشار إلى أن وزارة المواصلات "الإسرائيلية" عرضت بدائل تخطيطية أمام اللجنة القطرية للبنى التحتية خلال جلستها يوم 17 شباط/ فبراير الماضي، وأعلنت الوزارة أنها ستفحص البدائل ووضع المخططات التفصيلية. وعليه نشرت اللجنة الإعلان عن تحضير المخططات المذكورة، وفرضت قيودًا بحسب بنود 77 و78 لقانون التنظيم والبناء، والتي تنص على تجميد إمكانية استصدار رخص بناء وتنفيذ أية أعمال ضمن حدود هذه المخططات خشية أن تعرقل تنفيذ المخطط لاحقًا. وفق ما ورد في تقرير المركز.
ويخترق النفق الاستيطاني المزمع بناؤه الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، في باطن الأرض، وتحديدًا أحياء البلدة القديمة وسلوان وأبو طور، وكما يبدو ستكون له تأثيرات جمّة على مجالات حياتية عديدة تخص هذه الأحياء، وفق ما ذكر المركز الذي لفت إلى أنّه يقوم بدراسة ومتابعة الآثار المحتملة لهذا المشروع.
وينضمّ هذا المشروع الاستيطاني التهويدي إلى سلسلة مشاريع غامضة وخطيرة أخرى يتم تنفيذها بالخفاء في هذه المنطقة الحساسة، مثل (نفق الهيكل) الذي يمتدّ تحت أحياء البلدة القديمة ويهدد سلامتها واستقرارها، ومشروع (مدينة داوود) الذي تهدد منشآته المختلفة سلوان ومنطقة باب المغاربة.
وذكر المركز أن مسار نفق القطار المقترح ضمن هذا المشروع يقع تحت مسار خط السلال الطائرة "التلفريك" الذي تمت المصادقة عليه العام المنصرم كمشروع بنية تحتية قطرية، والذي يصل غرب القدس المحتلة، مع منطقة الأقصى الشريف تحت حجة تسهيل وصول السياح اليهود. وأعلن المركز أنه سيواصل متابعة المخطط والاطلاع على تفاصيله وتحليلها وتحديد الأضرار الناجمة عنه على الأحياء العربية، ونشر كل المعلومات ذات الصلة للجمهور حتى تتم مواجهة المخطط ومخاطره المادية والمعنوية.
وكانت مؤسسات فلسطينية متخصصة بشؤون القدس حذرت وعلى مدى سنوات، من أن الاحتلال يسعى إلى "ربط هذه الحفريات بشبكة الأنفاق الممتدة من وسط سلوان والواصلة إلى أسفل المسجد الأقصى، بحيث تشكل هذه الحفريات والمركز التهويدي في حي وادي حلوة إحدى المداخل الرئيسة إلى شبكة أنفاق سلوان وشبكة الأنفاق أسفل الجدار الغربي للأقصى".
وأشارت إلى أن "الاحتلال يسعى من خلال تلك الحفريات والأنفاق إلى تدمير وطمس المعالم التاريخية العريقة في المحيط الملاصق للمسجد الأقصى والبلدة القديمة بالقدس، وتهويد المدينة، وتحويلها إلى حيّز يهودي استيطاني.".