غريب: لإقرار النسبية والدائرة الواحدة وسلسلة الرتب والرواتب والأجور العادلة
بداية مع النشيدين الوطني اللبناني، والحزب الشيوعي اللبناني،. ووسط اضاءة للشموع تحية للشهداء، وضع غريب أكليلاً من الورد على النصب التذكاري للشهيد حاوي. ثم قدم الاحتفال د. خليل سليم، موجهاً تحية للحضور وإلى شهداء الشيوعي وفي مقدمتهم القائد حاوي في يومهم الوطني وكافة شهداء المقاومة.
نارا
وللمناسبة ألقت ابنة الشهيد نارا حاوي كلمة باسم مؤسسة الشهيد جورج حاوي، مشيرة إلى ان "يوم الشهيد، هو ذكرى لكل الذين قدموا دماءهم في مقاومة الظلم في وطننا لبنان وفوق كل أرض. منذ العام 1948 بل حتى قبله وحتى الآن. فلطالما كان الحزب الشيوعي رافعة حركة المقاومة اللبنانية وهو الذي خاض معركة استنذاف العدو الاسرائيلي حينما كان يحتل مناطق واسعة من لبنان وأدى مهمة زعزعة استقرار احتلاله كما أهدى شعلة المقاومة لأجيال لاحقة كي تستمر بها وتتابعها."
وتابعت "وكما الأمس فإن اليوم وفي المستقبل، يجب على الحزب الشيوعي ألاّ يستقيل من مهمته التاريخية؛ من المقاومة . المقاومة الوطنية اللبنانية أدت مهام وطنية كبيرة ومتعددة، فهي حررت الأرض ووحدت الشعب وراء شعارات وطنية لا طائفية وقومية، في صميمها مقاومة الاحتلال والدفاع عن القضية الفلسطينية."
وأضافت "جورج حاوي مناضل ومقاوم وفصل ذهبي في تاريخ الحركة الشيوعية العربية والمقاومة العربية ضد الاحتلال الاسرائيلي، والنضال العربي من أجل الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية..."، مشيرة إلى "أن الحزب الشيوعي قدم شهداء من دون ألوان طائفية ويجمعهم انهم شهداء كل الوطن، وشهداءه الذين قضوا علناً وسراً في سبيل الوطن، وهم وعد اللبنانيين من اجل غدٍ أفضل".
وإلى والدها توجهت قائلة "في ذكرى استشهادك الحادية عشر أقف لأقول للقتلة ان جورج حاوي لم ولن يمت، وإننا سنتابع الطريق، طريق النضال. أما الجهلة الذين حاربوك فسيعودون إلى أفكارك. أعلم أنه حين تختفي الصراعات السياسية الصغيرة وعندما يقرر الناس تحمل مسؤولية التغيير، حينذاك سيتذكرونك في حلمهم الثوري، ويتقاسمون معي ربما بعضاً من آلامي وكثيراً من افتخاري".
غريب
بدوره القى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة للمناسبة وقال "نلتقي اليوم في يوم الشهيد الشيوعي، والذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرفيق جورج حاوي في الواحد والعشرين من حزيران. مناسبة عزيزة على قلوب الشيوعيين جميعا وعلى قلوب كل الثوريين والتقدميين والديمقراطيين في لبنان والعالم العربي.
مناسبة تتجلى فيها وحدة الحزب العابر للطوائف والمذاهب على امتداد مساحة الوطن من خلال الاحتفالات التي تقيمها اليوم منظماته في الشمال والجنوب والبقاع والجبل وبيروت احياء لهذه المناسبة".
وأضاف "من كل الوطن وإلى كل الوطن، على صورتهم ومثالهم جاءت احتفالاتنا، لتعكس صورة الحزب ونهجه ووحدته.
على درب التحرير والتغيير الديمقراطي ارتقوا شهداء، حاملين راية الحزب والشعب وأحلام عمال لبنان وفقرائه... وجعلوا دماءهم جسراً للعبور، من بلد المزارع والمغانم إلى ربوع الوطن. عمّدوا الدرب بالدم، فكان لهم خلوداً ولنا مسارا عليه نسير.
فتحية لأرواحهم الطاهرة تحية إلى روحك الطاهرة ايها الرفيق الشهيد جورج حاوي، ولشهداء جمول وإلى كل المقاومين الابطال الذي سقطوا ضد الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين ولبنان، وفي مواجهة انظمة القمع العربية ورفضاً للظلم والتبعية، وفي مقدمهم الرفيق الشهيد فرج الله الحلو...
والتحية كل التحية اليكم ايها الرفاق والرفيقات والاصدقاء والاخوة. مقاومون انتم واوفياء لنهجهم وعلى خطاهم سائرون، على خط المقاومة الوطنية الشاملة، من اجل التحرير والتغيير الديمقراطي.
اوفياء مخلصين ومقاومين كنتم وستبقون على كل المحاور، بالسلاح في حرب تموز، من صريفا إلى الجمالية في مواجهة العدو الاسرائيلي حتى الشهادة، وبالسلاح ايضا دفاعا عن اهلنا وقرانا في البقاع، ودعما للجيش اللبناني وقواه الامنية اذا ما تعرضت قرانا لأية هجمات من المجموعات الإرهابية".
وتابع "اوفياء ومخلصين ومقاومين كنتم وستبقون، بالنضال السياسي في حراك إسقاط النظام الطائفي، وفي النضال النقابي، في حراك هيئة التنسيق النقابية والاتحادات العمالية والهيئات النسائية، وفي النضال الديمقراطي العام، في الحراك الشعبي ومع المجموعات الشبابية في معركة النفايات ضد الفساد والمفسدين، وفي المواجهة الأخيرة ضد الثنائيات المذهبية في الانتخابات البلدية، جنباً إلى جنب، مع اليساريين والديمقراطيين والتقدميين، وكل المستقلين وهيئات المجتمع المدني والاهلي الراغبين في الاصلاح والتغيير الديمقراطي.
أوفياء ومخلصين ومقاومين كنتم وستبقون، كي تبقى فلسطين في القلب، القضية الاساس التي تصحح للجميع بوصلة الصراع الحقيقي، داعين غداً إلى المشاركة الواسعة في الاعتصام الذي دعت اليه الاحزاب والقوى المنضوية في اللقاء اليساري العربي الموجودة في لبنان، وذلك يوم غد الاربعاء الساعة الخامسة بعد الظهر امام مبنى الأسكوا في بيروت ، استنكاراَ وشجبا لانتخاب الكيان الصهيوني رئيسا للجنة القانونية المعنية بمكافحة الإرهاب وهو رأس الإرهاب بعينه والضارب بعرض الحائط كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية .
أوفياء ومخلصين كنتم وستبقون إلى جانب نضالات شعوبنا العربية، بقواها الحية والديمقراطية واليسارية التواقة للتحرر من انظمة الاستبداد والقمع، المنتفضة من اجل الحفاظ على وحدة اوطانها وبناء دول مدنية علمانية وديمقراطية، تكفل الحريات العامة وتحرر ثروات بلدانها من فساد هذه الانظمة وسيطرة الشركات الغربية، لتضعها في خدمة تنمية مجتمعاتها".
وقال "نلتقي اليوم في مرحلة لم يشهد لبنان أسوأ منها في تاريخه على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
انهيار كامل في مؤسسات الدولة. ثلاث سنوات ويزيد من الشلل والجمود، والأغلبية الساحقة من اللبنانيين واصحاب الدخل المحدود يدفعون الثمن من أمنهم ومن لقمة عيشهم، ومن صعوبات تأمين متطلبات حياتهم اليومية بعد ان تآمرت السلطة بمكوناتها السياسية كافة على حقوقهم ومطالبهم...
نحن ندرك ان احد مصادر الخطر على الوضع الامني يكمن الآن في قرار العقوبات الاميركي على لبنان الذي ينتهك سيادتنا الوطنية وقرارنا السياسي والمالي ويستهدف العصب المالي للمقاومة، ما ينبغي ادانته، كما مواجهة تبعاته محملين المسؤولية ليس لصاحب هذا القرارفقط، بل ان السلطة السياسية اللبنانية بكل مكوناتها تتحمل جزءا من المسؤولية، بدءا من دعاة "الحرية والسيادة والاستقلال"، ووصولا إلى من شاركهم هذه السلطة وغطى على موبقاتها في اطار نظام الفساد والمحاصصة وهدر المال العام وضرب حقوق الناس".
وأكّد غريب أن "هذه السلطة التي لا هم لها، سوى اعادة انتاج حكمها من جديد، تلك هي خلاصة قراءتها لنتائج الانتخابات البلدية، التي لو طبقت فيها النسبية لكنا اليوم امام مجالس بلدية افضل بكثير من تلك التي افرزها النظام الأكثري، من حيث تأمين المشاركة الواسعة وصحة التمثيل. ورغم ذلك فقد جاءت النتائج لتكشف انفكاك فئات واسعة من اللبنانيين عن هذه السلطة وعن ثنائياتها المذهبية والطائفية.
وها هي اليوم تتمسك أكثر فأكثر بالدفاع عن مصالحها عبر اعتماد قانون الستين أو انتاج صيغة للنسبية اسوأ من قانون الستين، كل ذلك بهدف ضرب المضمون السياسي الاصلاحي للنسبية، المتمثل في احداث خرق في بنية النظام الطائفي المذهبي على صعيد طرح الاصلاحات السياسية المطلوبة والحقوق المهدورة والمنهوبة على يد هذا المجلس النيابي الممدد لنفسه مرات ومرات، والعمل لإقرارهذه الاصلاحات ومعها إقرار حقوق العمال والمعلمين والموظفين والمزارعين والمستأجرين وصغار المالكين والمتعاقدين والمتقاعدين والأجراء ومطالب الهيئات النسائية والطلابية والشبابية، وليس المتاجرة بها واستخدامها في سوق المحاصصة او التكرَم بها على اصحاب الحقوق.
إن ذلك يعني وجوب إطلاق المواجهة الشاملة على الصعد كافة، والعمل لتجميع اليسار والديمقراطيين وكل الفئات الشعبية والهيئات النقابية المتضررة من سلطة الفساد من اجل الدفاع عن حقوقها التي لن تتحقق اذا بقيت هذه السلطة في مكانها، وما لم يفرض عليها التراجع عن إقرار قانون الستين واعتماد النسبية والدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي".
كما شدّد على "إن هذه المعركة تتطلب من الجميع تحمل مسؤولياتهم وتوحيد مبادراتهم وإطلاق كل التحركات والنشاطات تحضيرا لليوم الوطني للنسبية في شهر تموز المقبل كمقدمة لحراك شعبي ووطني شامل، تحت شعار اقرارالنسبية والدائرة الواحدة وخارج القيد الطائفي واقرار الحقوق في سلسلة الرتب والرواتب والاجور العادلة وفرص العمل والحق بالتغطية الصحية الشاملة وبالتعليم الرسمي النوعي والتقاعد وحقوق المستأجرين وصغار المالكين والغاء كل اشكال التمييز ضد المرأة...".
وتوجه إلى الشيوعيين بالقول "حزبكم اليوم نجح في مؤتمره الحادي عشر بتعزيز وحدته الداخلية وترسيخ الديموقراطية في أعماله وفي قرارته وتوجهاته، وهو يدعو كل الشيوعيين خارج التنظيم للعودة إلى صفوفه، كما يدعوهم ايضا إلى اعادة احياء الحياة الحزبية في منظماته وإلى رفع شعار: الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة وعلى اساس انطلاق الحزب للعمل في الخارج بين شعبنا لنطرح قضاياه ونناضل معه حاملين همومه ومطالبه".
وختاماً، دعاهم إلى "لعمل معاً من أجل ما اقره مؤتمرنا الحادي عشر،هذه هي اولويتنا، فليستمر الحوار، وهو دليل غنى وتنوع . فالشيوعيون ليسوا متماثلين بالرأي والتحليل حول كل مسألة أو موضوع، انها ورشة عمل كبيرة تحمل في طياتها تحديات كثيرة ، فمن غيركم اولى بقبول هذا التحدي.
في يوم الشهيد الشيوعي وفي ساحتك ايها الرفيق الشهيد جورج حاوي، نقف اليوم برؤوس مرفوعة ونقول : فخورون نحن بانتمائنا إلى هذا الحزب العظيم، وسنمضي سنمضي إلى ما نريد مواطن حر وشعب سعيد".
وختاماً، تم عرض فيلم تاريخي وثائقي من إعداد لجنة النشاطات في منظمة بيروت في الحزب الشيوعي اللبناني، تناول أبرز المحطات التاريخية للحزب الشيوعي، ومراحل الشهداء فيه ونضالاتهم؛ من الحرس الشعبي، وقوات الانصار، إلى شهداء الجامعة اللبنانية "فرج الله حنين"، إلى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وشهداء النقابات وعمال الريجي (وردة بطرس)، وشهيدات الحزب، وشهداء الفكر (سهيل الطويلة ومهدي عامل وحسين مروة...) وشهداء الصحافة واخرهم عساف بو رحال. بالإضافة إلى نبذات وصور عن شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التسعة الذين ما زالت رفاتهم أسيرة لدى مقابر الأرقام والتي يحتجزها العدو الصهيوني ولم تسلم في عمليات التبادل.