الخميس، تشرين(۲)/نوفمبر 14، 2024

بيان إلى مزارعي التبغ في الجنوب والبقاع الغربي

  اللجنة الزراعية في الحزب الشيوعي اللبناني
بيانات
إما الإذعان لإجراءات الريجي وضياع أتعابكم، وإما الوقوف صفاً واحداً للمطالبة بالحقوق المشروعة وزيادة الأسعار بما يوازي ثماني دولارات للكلغ

إلى السواعد التي امتهنت الكدح والشقاء من دون كلل أو ملل.

إلى العائلات التي عانت القهر والإذلال ومضت في رحلة عذاب التي لا تنتهي فصولها أبداً.

إلى الذين احترفوا الأشغال الشاقة، وتوارثوها جيلاً بعد جيل، حيث جمعتهم شتلة التبغ فغدوا وجهان للمرارة والحرمان.

إلى اللذين قاوموا الانتداب والاحتلال والإقطاع والمرابين، فمضوا متشبثين بالأرض، يحرثون، يزرعون، يحصدون، يجنون، ويوضبون... ومجسدين بذلك أبهى صور الصمود والإصرار، متأملين ومراهنين على قيام الدولة العادلة التي ترعى حقوقهم، وتؤمن لهم ولعوائلهم الحدّ الأدنى من العيش بكرامة.

أيها المزارعون الكادحون

أنتم اليوم على موعد مع تسليم محاصيلكم لهذا العام، تلك المحاصيل التي استنفدت كل ما بحوزتكم من أموال، يُضاف إليها القروض المستدانة، وقد ساهمت عوائلكم وعلى مدى عام ويزيد، مستهلكة كامل أوقاتها في عمل دؤوب شارك فيه الكبير والصغير على السواء...

تلك المحاصيل هي اليوم عرضة للنهب والسرقة والمصادرة من قبل شركة الريجي، التي تمعن بإجراءاتها الظالمة والتعسفية، من خلال تسعير المحاصيل بأبخس الأثمان، متجاهلة كل تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية ومضاعفاتها على كاهل كل الشعب اللبناني وبخاصة المزارعين، الذين هم أصلاً ومن دون أزمات يعانون الفقر والحرمان، وما الأسعار المتدنية التي اعتمدتها الشركة هذا اليوم، إلّا دليلاً جلياً على مدى استهتارها ومن وراءها، بحق آلاف العائلات التي تعتاش من زراعة التبغ، والتي بالكاد تغطي نصف التكاليف والنفقات المستهلكة في مراحل الموسم كافة.

إن تلك الشركة التي تتنكر لحقوق المزارعين ولا تقر بأي شكل من أشكال العلاقة العادلة معهم، والتي يُفترض عبرها ضمانة حقوقهم المهدورة على مدى عقود من الزمن بدئاً من:

- تثبيت التراخيص لمن يزرعها.

- استلام كامل المحاصيل.

- رفع قيمة الأسعار بما يوازي مستويات الغلاء.

- تأمين الضمان الصحي والاجتماعي للمزارعين.

أيها المزارعون

أنتم اليوم أمام خياران لا ثالث لهما، فإما الإذعان لإجراءات الريجي وضياع أتعابكم، وإما الوقوف صفاً واحداً للمطالبة بالحقوق المشروعة. لذلك، لا بد من موقف موحد والتضامن فيما بينكم، من أجل حماية قوت أولادكم وصون أتعابكم، على قاعدة ما حك جلدك إلا ظفرك والحقوق تُؤخذ ولا تُعطى.

لا مراهنة بعد اليوم على جهة نافذة من هنا ومرجعية أو زعيم من هناك، فهي لن تبدل في القضية قيد أنملة، ولا العتب على نقابة استقالت من واجباتها سيجدي نفعاً، وهي تجاهر بولائها المطلق لمرجعياتها في السلطة، ولا الإدارة المعنية ستبادر، من تلقاء نفسها، إلى تعديل سياساتها التعسفية وتنصفكم في كامل حقوقكم. وعليه، فإن الخيار الوحيد المتبقي لنا هو المضي في هذا الموقف الرافض لتسليم المحاصيل وفق الأسعار المعتمدة، والاستمرار بعدم الخضوع للتهديد والتهويل حتى تحقيق المطالب، والتي على رأسها زيادة الأسعار بما يوازي ثماني دولارات للكلغ أسوة بالأسعار المعتمدة في العام 2019 .

اللجنة الزراعية في الحزب الشيوعي اللبناني

# موسومة تحت : :